أوقفوا الشمس


أوقفوا الشمس



إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.



(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(1) [سورة آل عمران: الآية: 102]. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)(2) [سورة النساء، الآية: 1].



(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)(3) [سورة الأحزاب، الآيتان: 70، 71].



أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة، في النار.



وبعد:



فقد تأملت في واقع الدعوة اليوم، وما مرت به في خلال هذا العصر من محن وابتلاءات،ومنع وتشديد علي الدعوة والدعاة وما جعله الله من فرج قريب ونصرة لأوليائه من العلماء والدعاة الربانيين  ورأيت أن الأمة تعيش يقظة مباركة، وصحوة ناهضة، والدعاة يجوبون الآفاق، والجماعات الإسلامية انتشرت في البلدان، حتى وصلت إلى أوربا وأمريكا، وقامت دعوات سلفية صحيحة المنهج والاعتقاد في  بعض بلاد المسلمين التي ما كنا نسمع عنها وذلك بفضل الله عزوجل ورحمته وما هيئ لهذه الدعوة المباركة من وسائل وأساليب مختلفة وتقنيات حديثة  وقنوات فضائية لم تصنع لخدمة الدين ولا أهله غير أن هذه هي سنة الدفع التى سنها الله عزوجل في خلقه  [وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ] {الحج:40} .



وهي وعد الله عزو جل بالنصرة والتمكين قال تعالي [وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ] {النور:55}



 وكان من بين هذه الوسائل قناة الرحمة الفضائية التى كانت بفضل الله عزوجل ثم الجهد الجهيد الذي بذله شيخنا المبارك المفضال الصادع بالحق أبو أحمد محمد حسان . والتى نفع الله بها وأدخل بها السنة في بيوت لا حصر لها ولا عدد . فكانت نصر من الله وفتحٌ مبيناً وكم غير الله بها بيوتاَ أُتخمت بالذنوب والمعاصي إلي محاريب للصلاة والذكر وتلاوة القرآن فلله در الشيخ محمد حسان وإخوانه وأعوانه الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض . وهم علي ثغر من ثغور أهل الإسلام نسأل الله أن يوفقهم ويسددهم ويلهمهم الرشد والصواب وأن يكفيهم شر الأشرار وكيد الفجار . ويبدو لنا في الأفق بوادر أزمة مفتعلة الله أعلم بمن ورائها . وان كان الظاهر لنا ما ذكر من اتهام القناة ورائدها وقيمها الشيخ محمد حسان بمعاداة السامية أو الصهونية وهذه تهمة لا ننفيها وشرف لا ندعيها أننا ومشايخنا وعلماؤنا بل والأمة كلها تعادى من عادي الله ورسوله , وإن  كنا قد  أظهرنا عداواتنا لهم فذلك لأمر الله عزوجل , ومبادلتهم العدواة بالعداوة قال الله [لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ] {المائدة:82}  وهذه قضية محسومة لا نفاصل فيها . ولا نفاضل بل نظهر ما أمرنا بظهوره ونستعلي بإيماننا علي الكون كله فلا يضرنا إغلاق قناة أو غيرها فهو دين الله وهو ناصره لا محالة . لأن الذى هيئ لنا سبيل الدعوة من خلال القناة سيهئ لنا غيرها . وقد قال صلي الله عليه وسلم في حديث تَمِيمٍ الدَّارِىِّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :« لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزٍّ عَزِيزٍ يُعِزُّ بِهِ الإِسْلاَمَ أَوْ ذُلٍّ ذَلِيلٍ يُذِلُّ بِهِ الْكُفْرَ ».



 ولكن لحظت أن هناك مفاهيم غائبة عن فهم كثير من المسلمين، مع أن القرآن الكريم قد بينها، بل وفصلها، والسنة النبوية قد بينتها وما قصر العلماء والدعاة في توضيحها ورأيت أن كثيرا من أسباب الخلل في واقع الدعوة والدعاة، يعود لغياب هذه الحقائق. التى هي بالنسبة لنا أصولاً ثابتة .



منها  الخوف والهلع الذى أصاب كثيراً من المسلمين المحبيين لله وللرسول الناصرين للحق وأهله .عند نزول هذه المحنة واليأس الذي دب في نفوس البعض



 فأقول لا تخافوا ولا تحزنوا  بل أقول بكتاب الله [وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ] {آل عمران:139} ستنفرج الأزمة وتتحول المحنة المهم أن نأخذ منها درساً مهماً أنه لا ينبغي لنا الركون لأعدائنا ولا الطمأنينة إليهم لأن الأمر كما قال الله [وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ] {البقرة:120}  وأما ما أشيع عن الشيخ محمد حسان .  أنه سيعتذر لليهود من أجل القناة فأنا أقسم بالله غير حانث وأنا لم ألقاه أو أكلمه في هذا الأمر أنه لن ولم يكون بإذن الله . لأننا علي يقين بموعد الله ولن نعطى الدنية في ديننا وأسأل الله أن يفرج الهم ويزيل الكرب وأن يستعملنا ولا يستبدلنا هو ولي ذلك والقادر عليه



وكتبه



أبو عبد الرحمن



 العربي زغلول الدسوقي

: 20-05-2010
طباعة