بيان موحد عن مشايخ الدعوة بالمنصورة لأحداث ثورة مصر


بسم الله الرحمن الرحيم



بيان موحد عن مشايخ الدعوة بالمنصورة



الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن ولاه وبعد :



فإنه
مما لابد أن يعلمه كل مسلم اليوم أن عليه واجبا تجاه ما يحدث من فتن
وأزمات متلاحقة ألمت ببلادنا واكتوينا جميعا بآثارها ؛ إذ لابد للجميع
التكاتف فى مواجهتها وأن يقفوا وقفة رجل واحد لتخرج البلاد من غمارها وينجو
العباد من آثارها المهلكة فالفتنة أكبر من القتل وهى حينما تستحكم لا تصيب
فقط من أشعلها أو من تسبب فيها بل يُضار الجميع منها ويكتوى العامة
والخاصة بنارها ، قال الله
} وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً { [الأنفال: 25].



وعليه
فيتعين على الجميع أن يعلم ما عليه فى تلك الفتن التى قال النبى عن مثلها
أنها كقطع الليل المظلم ؛ لنستطيع الخروج من ظلماتها وننجو من آثارها.



وهذه
جملة من واجبات المسلمين التى ينبغى أن يعلموها ويعملوا بها ويَتَصِفُوا
بها ويعلموها غيرهم ، عسى الله أن ينجى الأمة فيكشف عنها كربها.



أولا: ينبغى على المسلم فى أثناء تلك الفتن المدلهمة أن يعلم أنه } لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ { [النجم
: 58] ، فالله هو خير حافظا وهو أرحم الراحمين ، وهذا الخوف وقلة الأمن
الذى يعانى منه الناس اليوم لا يزيله إلا الله ولا ينجيهم منه إلا إياه ،
ولكن ذلك مرهون بطاعتنا لله ، قال تعالى
} وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا { [النور: 54].



وعليه
، فلابد من الاعتصام فى تلك الفتن بالله والعودة إليه منيبين مخبتين
ولنعلنها جميعا توبة صادقة لله عز وجل من كل تقصير بدر منا فى حقه ولنعد
جميعا إلى التمسك بمنهجه والبعد عما نهى عنه
} وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ { [الأعراف: 96] إننا إن اجتمعنا على ذلك أعزنا الله من ذل وأمننا من خوف } مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً { [فاطر: 10].



ثانيا: بعد الاعتصام بالله والتضرع إليه وتقديم التوبة بين يدى هذا التضرع لابد من التجمع ونبذ الفرقة والاختلاف، قال الله } وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ... { [آل عمران: 103] ، فإن هذا هو وقت التجمع ونسيان الخلافات والمنازعات التى هى من أعظم أسباب الفشل والضعف } وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ { [الأنفال : 46] ومن أعظم نعم الله على عبيده بعد الإسلام: نعمة التآخي والتآلف وهى المَنْجَاةُ من هذه الفتن
} وَاذْكُرُواْ
نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ
قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً
{ [آل عمران : 103] والمسلمون كالجسد الواحد تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويُجير عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم.



ثالثا: ينبغى على المسلمين أن يدفعوا الضر عنهم وأن يردوا الصائل والمغير
من المجرمين والقتلة وقطاع الطرق الذين يسعون فى الأرض فسادا ، والذين إن
لم يردعهم أحد من الإفساد فى الأرض طغوا فيها وتجبروا على عباد الله ، ولقد
بذل الناس فى الأيام والليالى الماضية جهدا طيبا فى الذب عن أعراضهم
وأموالهم وأنفسهم وتآزروا لحفظ هذه الدماء والأموال المعصومة ، ولابد من أن
يستمر هذا الجهد وأن يزيد ويتضافر ، وهذا من أعظم القربات إلى المولى عز
وجل ، بل هو واجب الوقت الذى ينبغى ألا يتوقف حتى يرجع الأمن والأمان
لبلادنا.



وعلى
من نذر نفسه لهذا الواجب العظيم لحماية المسلمين أن يحتسب ما يفعله ،
ويصحح فيه نيته ، فعينه الساهرة فى الحراسة فى سبيل الله لا تمسها النار
بإذن الله ؛ حيث قال
r في الأثر: "عينان لا تمسهما النار ... وعين باتت تحرس فى سبيل الله" ، وإننا إذ نفعل ذلك إنما نطيع ربنا بنفع المسلمين قال رسول r
: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال سرور تدخله على قلب
مسلم: أن تكشف عنه كربة ، أو تقضى عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشى
فى قضاء حاجة أخى ..." الحديث ، والحرص على دفع الأذى عن المسلمين سبب
لدخول الجنة ، قال رسول الله
r : "بينما رجل يمشى إذ وجد غصنا فأزاله ، وقال: لئلا يؤذي المسلمين  فشكر الله له فأدخله الجنة" ، ولئن أوذي أثناء ذلك أو قتل فهو شهيد بإذن الله ، قال رسول الله r : "فمن قتل دون أهله فهو شهيد ، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد ، ومن قتل دون ماله فهو شهيد".



رابعا: على كل من سمع شيئا أو نَمَا إلي علمه ما يُفزع الناس أن يتقى الله ولا يسارع بنقله إلا لمصلحة ، ولا يكون ممن قال الله فيهم } وَإِذَا
جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ
رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ
الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً
{
فكفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ، والشائعات من أكثر الأمور التى
تثير الذعر فى الناس وتضعف همتهم ، بل لابد من التبشير ، وغرس معاني القوة
والعزة والثقة فى الله ، فإنه كما قال
} إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ { [يونس:81].



خامسا: لابد من توعية المتظاهرين وترشيد ما يفعلون ، وضبطه فى إطار الشرع
، وعدم تركهم ليستدرجوا بفعل فاعل إلى ما يضر ولا ينفع من تخريب ، وإحراق ،
وتعدٍّ ، نثق جميعا أنه ليس من فعل مؤمن يحب الله ورسوله ويحب الخير لأمته
، بل هو من عمل فئة مندسة تريد نشر التخريب والفساد
} والله لا يحب الفساد { ؛ لذا فهؤلاء يجب الأخذ على أيديهم وتوجيه ونصح من ينساق وراءهم ، فقد قال النبي r : "فإن يتركوهم هلكوا وهلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا".



وأخيرا: لابد
للجميع - بعد ما سبق -: أن يصحح نيته ، ويجدد توبته ، ويضرع إلى المولى جل
في علاه أن يصلح ما بينه وبينه ، ثم يجد لنفسه دورا إيجابيا في عون إخوانه
والدفع عنهم ، ولا يكتفي بالجلوس متفرجا ومتابعا يمصمص الشفاه حزنا على
واقع أليم شارك في صنعه بسلبيته ، لابد أن يبحث جاهدا عما يستطيع تقديمه
وإن كان تبرعا بدماء ، أو سهرا لحماية ، أو نصحا لمسلم ، أو انضماما للجنة
شعبية ساهرة على حماية البلاد والعباد.



وعملا
بقاعدة عدم الاكتفاء بالكلام: فإن إخوانكم من دعاة ومشايخ المنصورة
يدعونكم إلى المشاركة بكل ما تستطيعون في الدفع عن المسلمين والمسارعة
لنجدتهم ونطمئن كل خائف وكل من تسرب الذعر إلى قلبه أن إخوانه سيسارعون
لنجدته إذا استغاث بهم ، وهذه أرقام الهواتف الساخنة التي جعلناها معدة
لتلقى الاستغاثات والمسارعة لنجدة المسلمين وكافة الأمة.



0100066645    01511834436    0190090666



وأخيرا
نسأل الله أن يجعل كل عملنا خالصا لوجهه الكريم وأن يحفظنا فى بلادنا
وينجى أمتنا وأن يستعملنا جميعا لنصرة دينه إنه ولى ذلك والقادر عليه



مشايخ الدعوة بالمنصورة



 بعد مغرب الأحد: 26 صفر 1432 هـ = 30 يناير 2011
: 03-02-2011
طباعة