إجعلوها للبناء



بقلم : نبيل جلهوم *



عن تميم بن أوس الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( الدين النصيحة ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله قال لله
ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم.



وإنطلاقا من حديث الحبيب محمد طب القلوب ودواؤها أقول :_



إلى كل الأفاضل فى مصر , ممن يدعون إلى العصيان
المدنى أو يشاركون فيه
..

أقول لحضراتكم والله من وراء
القصد ...



حباً فى مصر العظيمة وشعبها , وتحقيقا للوطنية وتأكيدا
لمعانى الإنتماء للأرض والوطن وترابه العزيز ...

أناشد مصر ... وكل المصريين .. وأناشد بالخصوص الأخوة
الداعين للعصيان من منطلق حديث النبى الحبيب الذى إفتتحنا به .



عِصيان مصر ... هو عصيانُ لله



1. إعلموا أيها الأخوة الكرام الداعين إلى العصيان أن ذلك ماهو إلا عصيان فى حقيقته لله والرسول ...
فالله ورسوله يدعون


إلى العمل والإنتاج ...وقل إعملوا فسيرى الله عملكم
ورسوله والمؤمنون
...

2. إعلموا أيها الأخوة الكرام الداعين إلى
العصيان المدنى ... أن هذا عمل سيكتب عليكم لا لكم فى
الدنيا والآخرة
..

ويوم القيامة ستردون إلى عالم الغيب
والشهادة فينبأكم بما كنتم تعملون .. فاعملوا صالحا تجدوه يوم لاينفع مال

ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

3. أجمع الجميع من الوطنيين – وأنتم منهم ولاريب – أن
عجلة الإصلاح والخير فى مصر لن تتوقف ولن ترجع إلى

الوراء ... فلقد أصبحت مصر وشعبها – وأنتم منهم - يعلمون
أين المصلحة الحقيقية ومن هم قادتها المخلصين وشرفائها

المنتجين ... فهلموا للخير , إحملوه لمصر وقدّموه
يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم .

4. بدلا من الدعوة إلى العصيان المدنى الذى يكون سببا فى
تخريب الإقتصاد وزعزعة الأمن وتمكين الفقر وإشغال ذهن وتفكير

الصغير والكبير والمسئول وغير المسئول ... أنصحكم – فى
الله - بعمل عصيان مدنى موجّه للفضائيات الهدّامة التى تحرك

الفتن وتثير القلاقل وتصنع الجراح والآلام .. فهذه فى
حقيقتها هى التى تحتاج إلى عصيان ومقاطعة ... ووقتها – وقسما

بربكم - سنقول لكم شكرا فقد
أصبتم الهدف من العصيان وعملتم على الإستقرار والبناء .. بل سنكون معكم ونشد

على أيديكم ونحملكم على أعناقنا .

5. إعلموا أنه من دعى إلى هدى كان له أجر دعوته وأجر من
عمل بها إلى يوم القيامة , ومن دعى إلى ضلالة كان عليه

وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة , فكونوا دعاة
للخير والبناء والتشييد والإنتاج , لمصركم العزيزة أم الدنيا

, وإجعلوها أماً بحق للدنيا , ولاتكونوا سببا فى جعلها
مطيّة وملطشة للقاصى والدانى , لاتهدمونها يرعاكم الله ويحفظكم

وإصنعوا لديكم ثقافة تسمى وطنية المعانى العظيمة التى
تعرف بوطنية الحنين
.

6. ألستم معى أيها الأحباب .. أنه لايليق بمن صنع ثورته
وهبّ لها مخلصا مضحيا أن يكون اليوم هكذا سلوكه , نرجوكم

دعوا الثورة أيها الأحباب تستمر بالإنتاج والعمل والإخلاص , والذهاب مبكرا للجامعة والمدرسة والمخبز
والسوق

والدكان والوظيفة ... فوالله ماتقدّم غيرنا
إلا بحبهم للعمل وإخلاصهم وإحترامهم للوقت ومحافظتهم عليه , وولوعهم

بوطنية الحنين والولاء والوفاء
لتراب الأرض .. فهذه كلها معانى عظيمة تدعوا إليها الشرائع والأديان كلها .

7. أحبابنا الداعين إلى العصيان .. كونوا أئمة فى كل
ميدان
فى مصر , إحملوا الخير لمصر وللمصريين فى كل مكان

, ليكن كل منكم ذو بصمة إيجابية يذكره التاريخ بالخير ويحبه الصغير والكبير , ويصبح علامة على مرّ

العصور والأزمان يشار إليها بالبنان .

8. إعلموا أن مصر هى كنانة الله فى أرضه ... فلا تعملوا
إلا مايجعلها فعلا أرضا وكنانةً وأمناً وحمايةً وعزاً ورخاءاً .

9. الأخوة الأحباب الداعين للعصيان المدنى ... أذكركم فى
هذا المقام بنعمة كبيرة جدا لا أدرى لماذا تتغافلون عنها ..

لقد نجحتم - بعد نجاح ثورتكم – فى إرساء أولى
خطوات البناء فى مصر بإختياركم نوابكم فى الشعب والشورى

وتذوقتم طعما من الحلاوة لم تتذوقوه منذ عقود طويلة
وإستشعرتم العزة والكرامة بأصواتكم التى بنيتم بها الحق

وأرسيتم بها معانى الوطنية والفضيلة التى شهدت لكم بها
الدنيا كلها ... فحافظوا على النعمة وأدوا شكرها لله

حتى تدوم ويبارك الله لكم ولمصر ,
وتصبح مصر بكم لا بغيركم عزيزة شريفة رائدة معطاءة .



يارب .. كُنْ لمصر وأهلها



يا صاحبي عند شدتي ، يا مؤنسي في وحدتي يا حافظي في غربتي
يا وليّ نعمتي يا كاشف كربتي يا سامع دعوتي يا راحم عبرتي
يا مقيل عثرتي , أخرج مصر وأهلها من حِلق المضيق إلى سعة
الطريق, وفَرِّج من عندك كربها الوثيق وإكشف عن مصر وشعبهاكل شدة
وضيق وإكف مصر وشعبها ما تطيق ومالا تطيق ، اللهم فرّج عن مصر كل هم وغم
وأخرجها وشعبها من كل حزن وكرب وفرّج عنها وعن شعبها ماقد ضاق بها صدرها
وقلت فيه حيلتها , يا كاشف كل ضر وبلية , يا عالم كل سر وخفية, اللهم
إنقطع الرجاء إلا منك وأُغلقت الأبواب إلا بابك فلا تكل مصر وأهلها إلى
أحدٍ سواك في أمور دينها ودنياها طرفة عين ولا أقل من ذلك , وأنقل
مصر وأهلها
من ذل المعصية إلى عز الطاعة , وأعذ مصر وشعبها – كل شعبها
- من الشر كله وإجمع لها الخير كله يا أكرم من سئل وأجود
من أعطى , اللهم إنا ببابك نقف فلا تطردنا وإياك نسأل فلا تخيبنا . اللهم إرحم تضرعنا وآمن خوفنا وتقبل أعمالنا وأصلح أحوال مصر وأهلها وإجعل بطاعتك إشتغالنا وإختم بالسعادة آجالنا اللهم هذا ذلنا
ظاهراً بين يديك وحالنا لا يخفى عليك ، أمرتنا فتركنا ، ونهيتنا
فارتكبنا ، ولا يسعنا إلا عفوك فاعفو عنا إنك عفو
رؤوف رحيم .