قراءة فى تصريحات بشار



قراءة فى تصريحات بشار



 



بقلم : نبيل جلهوم  *



 



خرج علي قومه – جعله
الله آخر خروج له
– ومن قناة بذيئة من قنواته الفلولية الشبيحية تسمى قناة
الدنيا والتى هى فى حقيقتها قناة بالفعل دنيئة دنيّة فى الأخلاق ودنيئة دنية فى
المباديء ودنيئة دنية عفنة نسأل الله أن يخلّص العالمين منها عاجلا غير آجل وغير
مأسوف عليها .



 



 صرّح  بشار
بمايلى :



 



التصريح الأول : إن الوضع فى سوريا
أفضل عملياً :



 



 بالله
عليك أخى القاريء المُنصف إن إستطعت أن تخبرنى أى وضع ذلك الذى يقصده بشار أفضل
عمليا  .



 هل يقصد أن وضع القتلى من الأطفال قد أصبح أفضل عمليا من
حيث تطور آلية الذبح وقطع الأيدى وإبادة الطفولة وحرق قلوب الأمهات عليهم ...
!!! 



إن كان قد قصد ن أنأأ  بذلك أن حال الأطفال
فى سوريا قد أصبح أفضل عمليا  ... فإن هذا
صحيح لابارك الله فيه وأحرق الله قلبه على أطفاله آمين فى العاجل القريب إن شاء
الله .



 أم هل يقصد من أفضلية الوضع أن
حجم الدمار فى البيوت والمبانى قد وصل إلى مرحلة رائعة من الإبداع فى التصوّر
والتخطيط وإلى تنفيذ عالى الدقة فى ضرب البيوت وتدميرها على أهلها أحياء .



إن كان يقصد من أن أن الوضع أفضل عمليا وأكثر
تطورا فى تدمير البيوت على أصحابها  فإن
هذا صحيح وهو فى ذلك صادق صدوق لابارك الله فيه ودمّر عليه قصره  ومزّقه أشلاءا وتحت أنقاضه .



أم هل يقصد من أفضلية الوضع عمليا فى سوريا أن
عملية إغتصاب النساء الحرائر قد بدت أكثر قوة وأعمق تأثيرا وأسرع  دنائة وخسة وقهر وذل ومهانة .. لدرجة أن فكّرت كثيرات
منهن فى الإنتحار خوفا من الفضيحة وخلاصاً من المذلة والمهانة وإراحة لأعصابهن
وذهاباً عن دنيا سوريا التى تدنست بطاغوتها وشبيحته أهلكهم الله عاجلا .



إن كان هذا الذى يقصده من أن الوضع قد صار أفضل
عمليا فى سوريا فإنه فى ذلك صادق صدوق نسأل الله كما هتك وجنوده أعراض الحرائر أن
يهتك عرضه ويفضحه على رؤوس الأشهاد ذليلا مخذولا فى الدنيا قبل الآخرة .



أم هل يقصد من أن الوضع بسوريا أصبح أفضل عمليا
لأن الدماء السائلة صارت على أشدها تسيل بلا توقف وتزداد فى إحمرارها ليل نهار
لايمر اليوم ولا يحين الليل إلا ومائتان وثلاثمائة نفس بريئة قد تعطّرت الأرض
بدمائهم وفاحت من عطرها رائحة المسك الذاكية الغالية .



إن كان يقصد أن الوضع أفضل بسوريا  عمليا فى سرعة تدفق وجريان  هذه الدماء فهو  حقا صادقا صدوقا نسأل الله أن يُسيّل دمه عاجلا
غير آجل وعلى يد الأبطال الأحرار بحمص العدية ودمشق الأبية .



 



التصريح الثانى : رجال الجيش والأمن
يقومون بأعمال بطولية بمعنى الكلمة :



 



أى بطولة يقصدها  !!!



هل يقصد من البطولة أن يقوم أمنه
وشبيحته بكتابة عبارات على الحيطان والجدران مكتوب عليها :



يسقط ربك ولا يسقط بشار .



هل هذه هى البطولة   !!!



أم هل يقصد بالبطولة .. ذلك  التعذيب الذى يقوم به هؤلاء للشباب والرجال
والنساء والأطفال ليل نهار دون رحمة



أم هل يقصد بالبطولة .. ذلك  القنص الذى يقوم به هؤلاء فيُسقطون الشهيد من
رقبته ويُفقدون الأعين ويبترون الأقدام والأيادى ويبقرون البطون ويمزقون الصدور .



أم هل يقصد بالبطولة  .. تلك السرقات التى يقوم بها هؤلاء للدكاكين
والبيوت فى وضح النهار بلا خجل ولاحياء .



أم هل يقصد بالبطولة .. تلك
القذائف التى يقذفونها على المساجد والمآذن ليتصاعد الدخان من أشرف الأماكن بيوت
الله الآمنة محضن الطاعات وبيوت العبادات ومأوى كل متشوّق للقاء ربه .



 



التصريح الثالث : هناك إرتباط وثيق
بين سياسات سوريا وعقيدة هذا الشعب :  



 



بماذا يقصد من هذه السياسات ومن
هذه العقيدة  !!!



سياسة القهر أم سياسة التكبّر أم
سياسة الإذلال أم سياسة أنا ربكم الأعلى .



سياسة الأسد الأب الذى ذبح وأهتك
الأعراض وشرّد الناس خارج وطنهم فى كل مكان فى العالم .



سياسة الأسد الأب الذى دمّر حماة على
أهلها ودكّها بالطائرات دكّا فنسفها عن بكرة أبيها .



أى سياسة يقصد !!!



ثم أى عقيدة يتحدث عنها  !!!



عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة
التوحيد ...  أم عقيدته العلوية التى تقدّس
سيدنا علياً من دون الله .



 



التصريح الرابع : الإنشقاقات .. تمثل
تنظيفا ذاتيا للدولة والنظام  :



 



صرح بأن الإنشقاقات التى تحدث -كل
ثانية
- فى القوات الموالية له فى القصر أو الدولة أو القوات المسلحة أو
فى الداخل أو الخارج إنما هى تعبر عن أناس غير وطنيين حسب قوله بأن الشخص الوطنى
والجيد لايهرب .



 



أقسم بالله أن هذه التصريحات
أذهلتنى كثيرا ووقفت عندها مستغربا  مندهشا
... 



(*) الوضع فى
سوريا أفضل عمليا ...



(*) الجيش
والأمن يقومون باعمال بطولية



(*) هناك إرتباط
وثيق بين سياسات سوريا وعقيدة الشعب



(*) الإنشقاقات
تنظّف الدولة والنظامتنظيفا ذاتيا  .



 



ثم بى أجد نفسى مع هذه التصريحات أمام
 أحداث دامية  :
 



 



(*)  خمسة وعشرين ألفا من الشهداء غير الجرحى
ولمصابين .. (  هذا فقط هو ماتم الإعلان
عنه )



(*)  نازحين وهاربين على الحدود فارّين بدينهم
وحياتهم من طغيان الطاغوت وقذائف المدفعيات والمروحيات .



(*)  أطفال يُستشهدون وهم فى أحضان أمهاتهم بمناظر
تقشعر لها الأبدان وتذهل لها العقول .



(*)  منازل تُقصف ليل نهار لا أحد يحكيها لنا بل
بأعيننا نراها على قنوات التلفاز .



(*)  نساء حرائر تهتك أعراضهن وتتقطع أكبادهن كمدا
وحزنا على أعز وأغلى ماكن يمتلكن  .



(*)  إقتصاد تم تدميره وبنية تحتية صارت لاتسمن
ولاتغنى من جوع وبلد صارت خاوية على عروشها .



*  (  عموما
مازال الوضع فى سوريا أفضل عمليا كما صرّح رئيسها
) *



                              ( وإنا لله وإنا
اليه راجعون
)



                                         *******



_________________________________________



·      
عضو ملتقى
الأدباء والمبدعين العرب .



: 02-09-2012
طباعة