الحج منظومة قيم

الحج ... منظومة قيم



بقلم : نبيل جلهوم





أخى الحاج ..



إن كنت قد رغبت فى الحج هذا العام

فيسعدنى أن أعرض عليك منظومة جميلة من القيم و المحاور الربانية الهامة .

و التى إن حافظت عليها أثناء حجك لفزت بإذن الله فوزا كبيرا .

و لن أحدثك عن فقه أو شعائر الحج

و إنما سأتناول معك قيماً و سلوكيات و خواطر تنتفع بها إن شاء الله

لتكون لك روحاً تتحرك بها و ينشرح بها صدرك و تتفتح بها آفاقك

و ترتفع بها أخلاقك و تجعل منها لك طريقا إن شاء الله

نحو قبول الحج و الفوز بميلاد جديد كما ولدتك أمك .



دندن يا أخانا الحاج ...



1 - نعم دندن بحجك هذا نحو جنة و نهر و مقعد صدق عند مليك مقتدر .. فهو فرصة .



2 - خيمتك هى بيتك .. أنشر فيها المحبَّة و السلام ، و الشورى والتفاهُم ، و أطايب الكلام .

3 - لاتكن فى خيمتك قاسيًا على أخوانك و كن حنونًا رؤوفا رحيمًا .



4 - إياك أن تظلم أحدا فى خيمتك و إحذر الشتم و السب و اللعن و كن منضبطا فى لسانك

تسلم و تسعد أنشر فى خيمتك الأمن و الأمان و الراحة و لا تكن مصدر إزعاج و قلق .



5 - علّم حجاج خيمتك معانى الخير و الصلاح ، و حبِّبب إليهم الإيمان ،

و كَرِّه إليهم الفُسُوق و العِصيان .



6 - كن فى خيمتك نِعْمَ الرجل الحاج الرباني تقود الرجال نحو الله و الرسول ،

و القرآن و جنات النعيم .



7 - لاتكن مزعجا للحجاج سواء فى أثناء أداء الشعائر أو حال تواجدك فى الخيمة ،

فلا يسمعون منك إلا الصيحات و الإنفعالات ، و الغضبات الصارخات ,

و إن لَم تَستطع أن تكن سببًا في إسعادهم ، فاحْذَر أن تكون سببًا في إشقائهم و إتْعابهم .



8 - أَشْعِر من حولك أنَّك تحبُّهم ، و تَحرص عليهم ، و تسعي لراحتهم .



9 - قدِّم لهم من طعامك من وقتٍ لآخر، حتى و إن كانوا لا يحتاجون ،

و تفقَّد مريضهم ، و إسأل عن أطفالهم .



10 - ساعد ذوى الأحتياجات الخاصة منهم ... ففى ذلك زكاة عن صحتك .



11 - لا تتأخر فى مساعدة من يحتاج المساعدة .. و تذكّر أن أحب الناس الى الله أنفعهم .



12 - إذا اشْتَركت مع الحجاج في مدخل واحدٍ ، فأفْسِح لهم الطريق ، و لا تُضيِّق عليهم .



13 - إذا مررت بالنساء فاحفظ بصرك إلا من المحارم .



14 - تحبّب إلى رجال و شباب الخيمة , قدّم لهم الهدية من الأذكار و الكتيبات و غيرها ,

و جامِلهم إذا علمت أن أحدهم لديه مناسبة سعيدة ,

و واسهم إذا علمتِ أن أحدهم مكلوماً أو حزيناً أو لديه أزمة يمرّ بها .



15 - إذا كنت متميزا عنهم في درجة علمية ، فلا تتكبَّر و لا تتشدَّق ،

و كن لهم و معهم و بينهم متواضعًا ألوفا , فلا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف .



16 - إحذر أن توقع عداوة و بغضاء فى محيط الخيمة بين الناس ,

فالمكان للعبادة و الموسم للعبادة , فالحج ركن ركين من أركان دينك .



17 - أسرع فى الوساطة بين مَن يختلفون و يَتناحرون - إذا وجدت ذلك .



18 - كن لين الجانب ، و كن لهم نورًا يهتدون به نحو كلِّ خيرٍ .



19 - ذكّرهم بالصلاة وأعمال الآخرة ، وذكِّرهم بالله بحُسنى ورِفق، تأسِرْ قلوبهم .



20 - ألْقِ السلام عليهم ، و رُدَّه - إن أُلقِيَ عليكِ - بمثله أو أحسن .



21 - لا تكن فى الخيمة نمّاما ، فتُشعل الحرائق فى القلوب ، و تَزيد الفوارق و الخلاف .



22 - لا تُضايق غيرك و إرحم ذَوِي الإحتياجات الخاصة و كبار السن .



23 - لا تَقذف بالقاذورات يمنة و يسرة و كن نظيفا و ضع ذلك فى مكانِه ,

فالإسلام دين النظافة .



24 – لا تتخطّ الصفوف عند الصلاة داخل خيمتك ، فتؤذِي المصلين بتخبُّطك بهم .



25 – لاتمرّ من أمام المصلِّين ؛ حتى لا تقطع عليهم روحانيَّتهم مع ربِّهم .



26 - لا ترفع صوتك أثناء الحج و فى الخيمة

أكثر مما يحتاج إليه السامع فإن فى ذلك رعونة و ايذاء .



27 - احرص على الرجوع كيوم ولدتك أمك .. متطهرا من كل ذنب فهى فرصتك .



28 - إحرص فى الحج أن تحجز بيتا لك بالجنة ,

و كن دائم الحذر من الأعداء الألداء الهوى المتبع و الإعجاب بالنفس و الشح المطاع

فهن المهلكات المضيّعات حسبنا الله اللطيف منها الرحمن .



29 - لو قلنا أن إنسانا يشتاق للجنة و يتمناها و يرجوها سكنا له و مقرّا

فإن ذلك أمر مألوف طبيعى فطرى لاشيء فيه ,

كذلك فإن الجنة أيها الحاج تشتاق إليكِ

بل إلى كل مؤمنٍ صالحٍ عابدٍ عاملٍ لدينه ناصرا لرسوله محبا للصالحين .



إن الجنة تشتاق ؟

نعم تشتاق .. تشتاق لمن ؟؟

تشتاق للعابدين .



لمن سمت أرواحهم و صفت نفوسهم .

الذاكرين كثيرا لله .

الذين عملوا و بذلوا لرفعة دينهم و الإنتصار لرسولهم .

الذين إذا ذٌكر الله و جلت قلوبهم .

الصابرين فى البأساء و الضراء .

الكاظمين الغيظ العافين عن الناس .

المحسنين الطاهرين المحمديين الربانيين .

الذين كُانوا أولياءاً لله .

الذين كُانوا جنودا لله .

الذين عملوا بمراتب التقوى التى



قال عنها على رضى الله تعالى عنه و كرّم الله وجهه :



[ الخوف من الجليل ::: فخافوا ربهم .

العمل بالتنزيل ::: فعملوا بالقرآن .

القناعة بالقليل ::: فقنعوا و رضوا بعطيّة الله

الإستعداد ليوم الرحيل ] .



فسهروا لله و قُاموا لله و أتعبوا أقدامهم بالوقوف بين يدى الله

هؤلاء الذين حملوا للدنيا مشاعل النهضة و الخير و التقدم ...

و أخذوا بأيدى الناس بُغية إنقاذهم من النار ليلحقوا بالنبى الحبيب المختار .



*( أخيرا نسأل الله لكم حج مبرور و ذنب مغفور و تجارة مع الله لا تبور و كل عام و أنتم بخير )*



: 16-10-2012
طباعة