سورية: الأمل بالله يغلب مخاوف المستقبل المرعبة

 


سورية: الأمل بالله يغلب مخاوف المستقبل المرعبة

تغريدات للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله تعالى


خطة دعم الغرب للفصائل غير الإسلامية التي جرى ويجري تشكيلها في داخل وخارج سورية وتسليحها بسلاح متفوق هو من التحضير لما بعد سقوط النظام


وسواء كان ذلك للانقضاض بعد السقوط للإمساك بزمام الأمور ، أو لتكون هذه التشكيلات التابعة للغرب هي جيش الحكومة التي يجري تشكيلها في الخارج أو لتحول هذه التشكيلات بين الكتائب الإسلامية وبين السيطرة على البلد ، فإن المؤامرة ضخمة بجميع أبعادها، خصوصا إذا أضفنا التشكيلات العسكرية


التي تعدّها إيران في الداخل السوري تمويلا وتسليحا من موالين لها سيشتركون في مواجهة الفصائل الإسلامية ، بالإضافة إلى التشكيلات المسلحة لحزب العمال الكردستاني والتشكيلات المسلحة للأقليات الأخرى ، بالإضافة إلى الألوية العسكرية الباطنية الموجودة في الجبل


والتي ستنحاز إليه ، بالإضافة إلى خطة إذكاء الخلافات بين الكتائب الإسلامية بالوسائل والخطط المتنوعة مثل اغتيال بعض قادتها واتهام الآخرين بذلك لإنشاب القتال بينها ، واتهامها كلها بأنها خارجة عن (الشرعية) وعن الحكومة المؤقتة وجيشها ، أو إبقاء بعض الكتائب الإسلامية


على أحسن الأحوال محصورة في قرى وأرياف أو أماكن نائية بدون بنية تحتية أو أماكن ذات جدوى خصوصا وأن الدمار قد شمل أنحاء البلاد ولن يكون لهذه الكتائب سبُل واضحة للتمويل أو إنشاء البُنى التحتية وإقامة المنشآت والمشاريع وبالتالي انفضاض الناس عنها والذهاب إلى الطرف الذي يملك التمويل والدعم الخارجي - وهو الموالي للغرب بطبيعة الحال


وكذلك إغراء قادة وعناصر الكتائب المختلفة بالأموال والمرتبات السخيّة للانضمام إلى جيش الحكومة المؤقتة أو قوات الأمن فيها أو إنشاء صحوات سورية على غرار الصحوات العراقية


وإذا لزم الأمر لإيجاد تدخّل خارجي وحتى قوات احتلال فإن الخطط جاهزة والقوات الأجنبية في البحر والبرّ المجاور لسورية موجودة ومستعدة وقد أجرت عدة مناورات


‏ومن المخاطر أن انسحاب كثير من أفراد الكتائب المجاهدة بعد أن تهدأ الأمور وتضع الحرب أوزارها هو احتمال كبير فمنهم من انضم إليها لإسقاط النظام فقط وقد سقط وانتهت المهمة في نظره ، ومنهم من انضم إليها لأنه لم تبق له دنيا يعمل فيها فإذا أقبلت الفرص عاد للانهماك فيها ، ومنهم من يريد لمّ شمل أسرته وإعمار بيته وإعادة ورشته ومصنعه وإصلاح زرعه ، ومنهم من قاتل للانتقام فإذا برَدَ وضع السلاح وهكذا لا يعود في هذه الكتائب العدد الكافي لمواجهة مؤامرة ما بعد السقوط خصوصا عند التجفيف التام لمصادر الدعم وإغلاق الحدود التركية وتشديد الحصار من بقية دول الجوار


- فيكون المشهد السوري في الجملة متأرجحا بين محاصرة الإسلاميين وإضعافهم وإقامة الطرف الآخر المدعوم وبين الحرب الأهلية وشيء من التقسيم الذي يُلغي كيان سورية أصلا ، ورغم قتامة هذه المخاطر ورعبها فإن الأمل بالله كبير في أمرين سيُفسدان كل الخطط السابقة وهما:


- وحدة الكتائب الإسلامية وطاعة الله فيما أمر به من الائتلاف والاجتماع


- وعي الشعب السوري الذي سيجعله يلتفّ حول المخلصين الذين يريدون مصلحة البلد وبنائه وإقامة العدل الإلهي فيه ورفض الموالين للخارج ويجب أن نعتقد بأن الله على كل شيء قدير وبيده المقاليد ، وأنه يمكر بمن يمكر بدينه ، وأنه يجعل العاقبة للمتقين مهما كانت قوة عدوهم


ونحن نتوقع أن الحال بعد سقوط نظام الإجرام لن يكون سهلا وأن هناك فوضى متوقعة واختلافات كثيرة يمكن أن تحدث وتنافسات شتى


وأن الأعداء لن يتركوا سورية بخير وأن الباطنية في الداخل والخارج يُعدّون للمفخخات وتفجيرها في طول البلاد وعرضها لحرمان السوريين من الأمان اللازم لإقامة دينهم ودنياهم وترتيب أوضاع بلدهم ، ولكن تكاتف المخلصين وقيامهم بواجبهم ونشر العلم والوعي والدعوة والعمل على وحدة الصف وجمع الكلمة والبدء بالأهم ومراعاة الضرورات والحكمة والمسارعة في سدّ احتياجات الناس العاجلة وتأمين السبل والقضاء العادل وحسن الإدارة للمناطق المحررة الآن وبعد سقوط نظام الإجرام والاعتناء بإقامة المجالس المحلية من شرعية ومدنية وتعاون المسلمين مع إخوانهم السوريين


وإمدادهم بالمال والخبرة والرأي وغير ذلك من التعاون سيكون كفيلا بإذن الله في الخروج بالبلاد من العواصف إلى بر الأمان وسعادة الدنيا والآخرة


والطريق طويل ، والله يبتلي ويمحّص ويَميز ، وليس لنا إلا الصبر وتقوى الله وهو المستعان وعليه التُكلان وهو اللطيف ونعم المولى ونعم النصير


 

:
طباعة