تفريغ الدرس الحادي عشر




بسم الله الرحمن الرحيم



تفريغ اللقاء الحادي عشر من مادة التفسير


تفسير سورة البروج





دورة: ما لا يسع المسلم جهله



لفضيلة الشيخ : محمود لطفي هاشم



معهد النصرة الشرعي   http://alnosrah.org/ch/1.htm

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف
المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا



  

تفسير سورة البروج



 بسم الله الرحمن الرحيم و
الصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وخاتم الأنبياء والمرسلين
وعلى آله وصحابته أجمعين وسلم تسليما كثيرا، أما بعد قلنا سورة البروج هي من السور
المكية، قلنا الجزء كله جزء عم كل سوره مكية ما عدا سورة المطففين وسورة الزلزلة،
فهما مدنيتان وما عدا ذلك كل السور مكية، وسورة البروج تتحدث عن آيات الله عز وجل
في الكون، تفتتح الكلام بآيات الله تعالى في الكون فالله تعالى يقسم بآيات من
آياته ومخلوقات من مخلوقاته في الكون فالواو هنا واو القسم، تبدأ السورة بواو
القسم فيقول الله تعالى مقسما بالسماء يقول: "
وَالسَّمَاء" الواو واو القسم
والسماء مقسم بها ويصفها الله تعالى بأنها ذات البروج يعني ذات المنازل فالسماء هي
ذات منازل. منازل ماذا ؟ منازل الشمس فالشمس لها منازل ومنازل القمر فالقمر له
منازل " والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم" والكواكب،
الكواكب أيضا لها منازل، الكواكب المنتظمة في سيرها لها منازل، كل هذا ليقف العبد
المتبصر المتفكر أمام هذه الآية من آيات الله عز وجل التي هي السماء فيقول الله
تعالى :"
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ" يقسم أيضا باليوم الموعود "وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ" هو يوم القيامة، فيوم القيامة الله تعالى وعد به الجميع هو يوم حتما
سيقع وهو وعد سيجمع الله تعالى فيه جميع الخلق فيقسم الله تعالى باليوم الموعود
الذي هو يوم القيامة
" وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ" لا زال الله تعالى يقسم فقد قسم بالسماء ذات البروج، القسم باليوم
الموعود ، القسم بالشاهد والقسم بالمشهود فما هو الشاهد؟ وما هو المشهود؟ الشاهد
كل ما يشهد، فكل من شهد خلق الله تعالى وكل ما شهد خلق الله تعالى هو مقسم به بغض
النظر عما هو. الإنسان شاهد؟ نعم، الملائكة شاهدة؟ نعم، الجن شاهد؟ نعم، كمال خلق
الله تعالى شاهد على وحدانية الله؟ نعم، فالشاهد هو كل ما يشهد كل مبصر متبصر والمشهود
هو كل ما يشهد به فكل ما يبصر "بالفتح" فنحن نبصر آيات الله عز وجلل نعم
نشهد بها، نشهد على أعمالنا؟ نعم، فهي مشهودة فكل مشهود وكل محضور وكل مرئي يعد مشهودا
وكل مبصر وكل راء يعد شاهدا، هذا هو القسم. وطالما هناك قسم فلا بد من مقسم عليه،
القسم أداة قسم وقسم ومقسم به ومقسم عليه، أداة القسم موجودة: حرف الواو، المقسم
به هو السماء واليوم الموعود والشاهد والمشهود والمقسم "بالكسر" هو الله
تعالى، والمقسم عليه هو ما يذكره الله تعالى بعد القسم كله فيقول الله
تعالى:"
قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ" فالله تعالى كأنه يقسم أنه يتوعد، وعيد لا بد أن يقع وهو قُتِلَ أي هلك أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ فالله
تعالى يتوعد أصحاب الأخدود بأنه سيهلكهم توعدهم بالهلاك هلاك في الدنيا؟ نعم، هلاك
في الآخرة؟ نعم، ما هو الأخدود؟ وما شأن أصحاب الأخدود؟ أصحاب الأخدود هم قوم
سابقون عمدوا إلى أناس مؤمنين فحفروا لهم حفرة في الأرض وأشعلوا فيها النار،
وألقوا فيها المؤمنين، ألقوا فيها أناسا آمنوا بالله عز وجل، ما ذنبهم؟ ذنبهم أنهم
آمنوا بالله سبحانه وتعالى، فالله تعالى يقسم أن هؤلاء الذين فعلوا بالمؤمنين ذلك إنه
سبحانه سيهلكهم، أما في الدنيا فقد هلكوا لأنهم صاروا في ذمة التاريخ وأما في الآخرة
فلا زال هلاكهم ينتظر في الآخرة وإن كان هلاكهم في قلوبهم الآن قائم فهم في عذاب
القبر وسوف يلحقهم عذاب الآخرة قال الله تعالى:{
قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ } أي هلكوا، قال الله عز وجل مبينا أفعالهم بالمؤمنين قال: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5)
إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ} يع
ني فسر الأخدود الذي
فعلوه بأنها النار ذات الوقود التي أوقدوها، وقعدوا عليها يفعلون بالمؤمنين الأفاعيل
يقول:{
وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ
(7)}
هذا هو فعلهم وهذا جرمهم، وهذه منتهى الشدة والقساوة كيف
يوقد نارا ويأتي بناس أحياء ويلقيهم في النار؟ ما ذنب هؤلاء؟ ماذا فعلوا حتى
يستحقوا أن يلقوا في النار؟  فهذا من قسوة
القلب، يعني قد يكون الكافر كافرا وعنده شيء من الرقة، لكن أن يكون كافرا ولا توجد
رقة في قلبه ولا رحمة، فهذا يجمع ما بين الكفر وما بين المعاندة
والقسوة، هذا يعتبر من الكافر الذي يستحق الوعيد في الدنيا والآخرة، فالكفار جميعا
لهم وعيد الآخرة لكن يختلفون عن بعضهم، ليس كل الكفار في درك واحد، إنما هناك من
هو في الدرك الأسفل وهناك في الدرك غير الأسفل، فمن جمع بين الكفر والمعاندة
ومحاربة أهل الحق هذا لاشك أن له وعيد مخصوص، الله تعالى يقسم عليه فيقول بعد هذا
القسم كله "
قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ" فهذا من شدة الوعيد، يقول الله عز وجل: وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ"{ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ
(7)}ي
عني شاهدون على ما فعلوا لا يستطيعون إنكار ذلك، لقد
فعلوا بأيديهم، كانوا حضورا وهم ينقمون بالمؤمنين، يقول تعالى:
"وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ
الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) "
يعني سبب انتقامهم من
المؤمنين ليس لأن المؤمنين آذوهم أو ارتكبوا شيئا يستحقون ذلك عليه، إنما كل جرم
المؤمنين أنهم فعلوا بهم ذلك أنهم آمنوا بالله عز وجل "
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ
الْحَمِيدِ (8) "
هذا سبب نقمتهم عليهم، إهم
آمنوا بالله العزيز الحميد، ثم وصف سبحانه وتعالى نفسه
) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ "بمعنى أنه هو سبحانه خالق السماوات والأرض وهو مالك السموات والأرض
وهو الذي يدبر الأمور وبالتالي فلن يفر أحد لأن السماء ملكه السماوات ملكه والأرضين
ملكه، يقول
 وَاللَّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "
أي لن يغيب عنه سبحانه
وتعالى أو لا يغيب عنه سبحانه وتعالى شيء مما يفعله العباد فهو عالم أو عليم وهو
سميع وبصير، ثم الله سبحانه وتعالى يعيد الكلام مرة ثانية بشأن هذه الحادثة فيقول
الله عز وجل مؤكدا على أن هؤلاء لن يفلتوا بجريمتهم الذين فعلوا بالمؤمنين ذلك بعد
القسم، والتوعد بهلاكهم وبيان جرمهم وسبب جرمهم أنهم نقموا بسبب إيمان المؤمنين ،
بين سبحانه وتعالى كل ذلك ثم أكد مرة ثانية أنه سينتقم من هؤلاء
) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ
لَمْ يَتُوبُوا "
الله سبحانه وتعالى بعدما
بين أقسم سبحانه وتعالى على هلاكهم بين سبحانه وتعالى بعد ذلك أن هناك مخرج وحيد
لهؤلاء من ذلك الوعيد فقال:"
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا "
يعني إن الذين ارتكبوا هذا الجرم ثم لم يتوبوا بمعنى أنه من تاب فإنه
قد يخرج من هذه العقوبة، وهذا حدث كثيرا يعني من المشركين من كان يقاتل المؤمنين
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقتل من قتل من المسلمين ثم تاب، فبهذه التوبة
الله سبحانه وتعالى يمحو هذا الذنب، والله سبحانه وتعالى يخرجهم من هذا الوعيد،
لكن من لم يتب، فإن وعيد الله سبحانه وتعالى يؤكده فيقول: "
فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ " وهذا هو عذاب الآخرة، إنهم سيحرقون في النار كما حرقوا بها المؤمنين
في الدنيا، ثم يقول الله عز وجل مبينا أن المؤمنين لهم وعد كما أن لهؤلاء الكفار
الذين أجرموا هذا الجرم وعيدا فإن المؤمنين لهم وعد هؤلاء المؤمنون الذين وقع عليهم
هذا التعذيب ولا ذنب لهم إلا أنهم يقولون ربنا الله، وغيرهم المؤمنون الذين لم
يحدث لهم مثل هذا، الكل مشمول بقوله تعالى:"
) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ "  إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَات"
شرط الإيمان الذي هو العقيدة الصحيحة
والعمل الصالح الذي يكمل هذا الإيمان

لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
" هذا وعد من الله عز وجل ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ" نعم فإن الفوز في الآخرة أن يدخل العبد الجنة، " فمن زحزح عن
النار وأدخل الجنة فقد فاز" قال تعالى بعدما بين جزاء المؤمنين الذين لاقوا
بسبب إيمانهم هذا الذي لاقوه وأيضا غيرهم الذي لم يلق ذلك قال تعالى: "
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ " عاد سبحانه وتعالى يهدد من يفعل مثل ذلك يعني معنى هذا الكلام أنه
ليس هؤلاء أصحاب الأخدود فقط هم الذين يتوعدون بل إن وعيد الله سبحانه وتعالى لهم
ولغيرهم "
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ " لكل من يفعل الجرائم والذنوب العظيمة والكبائر على رأسها الكفر
والشرك، هذا تهديد لكل ظالم "
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ
لَشَدِيدٌ "
كما قال سبحانه وتعالى "وكذلك
أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد" هذا في الدنيا وفي الآخرة،
"
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ " هذه الذنوب والمعاصي في الدنيا، هذا بالإضافة إلى الآخرة، فالله تعالى
يبطش بهم في الدنيا
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ
"
وصف الله سبحانه وتعالى بعد التهديد بالبطش هذا الوصف
الله عز وجل يذكر من صفاته بعد ذكر البطش ما يبصر العباد بأن الأمور كلها أمور
الخلق والإعادة بيده سبحانه وتعالى فهو الذي يبطش بهم في الدنيا ويعيدهم في الآخرة
،
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ " هذا مناسب للكلام عن البطش الله تعالى يبطش بهم في الدنيا فيهلكهم
فهل زالوا من الدنيا فخرجوا من سلطانه سبحانه كلا، بل سيعيدهم في الآخرة،
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ " فهو متفرد بذلك سبحانه وتعالى، وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ " وهذا من باب ترغيب الناس في رحمته سبحانه وتعالى حتى لا ييأس الناس
من رحمة الله، لأن الله سبحانه وتعالى شديد البطش ثم هو يبدئ ويعيد بمعنى البدء
والإعادة من صفاته سبحانه وتعالى وحده لا بد أن يفتح باب رحمة للناس حتى لا ييأس
الظالم  والطاغي والمتكبر والمتجبر الذين
ارتكبوا شيئا ثم يريدون الخروج منه فالله تعالى يبين لهم المخرج فيقول 
وَهُوَ
الْغَفُورُ الْوَدُودُ "
يعني أيضا من صفاته أنه
غفور يغفر الذنوب التي سلفت من الناس التي وقعت منهم وهو  الودود يعني يتودد اليهم سبحانه وتعالى ويرغبهم
في ذلك، يتودد اليهم ويرغبهم فيها. في أن يتوبوا ويرجعوا لأن رحمته سبحانه وتعالى
سبقت غضبه،
وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ
الْمَجِيدُ (15)"
يعني أيضا الله سبحانه
يبين كبرياءه وعلوه فوق الناس جميعا
ذُو
الْعَرْشِ"
فهو ذو العرش والعرش فوق السموات
السبع و أيضا هو سبحانه وتعالى مجيد
 ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ " أي من المجد والعزة فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ
"
يعني لا شيء يخرج عن إرادته "إنما أمره إذا أراد شيئا
أن يقول له كن فيكون" فلا يظن أحد مهما كانت قدرته ومهما كانت قوته في الدنيا
مهما كانت سطوته إنه يخرج عن إرادة الله عز وجل، فالله تعالى يفعل ما يشاء وقت ما
يشاء، ثم الله سبحانه وتعالى بعدما ذكر أصحاب الأخدود وهذه القدرة وفتح باب الرحمة،
يذكر لنا فرعون وهذا إنسان معروف يعرفه الناس وما فعله الله تعالى به، فإذا كان
الله تعالى يتحدث عن أصحاب الأخدود الذين قد لا يعرفهم كثير من الناس فإنه يعيد
ذكر من يعرفهم الناس ويعرفون ما فعل الله تعالى بهم
) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ" يعني يا محمد خبر الجنود من هم الجنود؟ الذين كذبوا المرسلين ) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ " فرعون الناس يعرفونه وثمود قوم يعرفهم الناس وما حدث لهم وما وقع بهم
من عذاب الله عز وجل  من الهلكة في الدنيا،
يقول الله تعالى: "
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا
فِي تَكْذِيبٍ "
رغم معلومية هؤلاء للناس
لأن جميع الناس يعرفون من هو فرعون وما حدث لفرعون ويسمعون عن ثمود وما حدث لثمود،
لا زال أناس يكفرون "
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا
فِي تَكْذِيبٍ "
الكفار لا زالوا مستمرين في كذبهم
وفي عنادهم رغم هذه الآيات وكأن الله تعالى يقول: "إن الذين حقت عليهم كلمة
ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم" يقول الله تعالى
) وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ " يعني الله تعالى عالم يحيط بهم علما وقدرة فلا يخرج عن علمه وقدرته
أحد " إن ربك بالمرصاد" يقول تعالى:"
وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ
(21)"
يتكلم بعد ذكر كل ذلك عن القرآن ما المناسبة؟ المناسبة إن
القرآن ذكر لنا كل هؤلاء وذكر لنا مصائر هؤلاء، وفصل لنا فكأن القرآن يعظنا حينما
يذكر لنا شأن هؤلاء يعظنا حتى ننتبه فلا نقع في مثل ما وقعوا فيه
 بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ
"
مجيد يعني متسع المعاني، فكل من أراد شيئا وجده في القرآن
من أراد موعظة وجدها في القرآن من أراد سيرة وجدها في القرآن من أراد الهدى وجده
في القرآن فالقرآن واسع المعاني عظيم كثير الخير والعلم
) بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ " ما هو القرآن المجيد الذي في اللوح المحفوظ؟ القرآن قبل أن ينزل إلينا
كان محفوظا في اللوح المحفوظ ثم نزل إلينا والله تعالى تولى حفظه وتولى صيانته فهو
محفوظ بين أيدينا كما أنه محفوظ في اللوح المحفوظ فلا يخشى على القرآن الذي بين
أيدينا لأنه سيطابق دائما ما عند الله عز وجل في اللوح المحفوظ "
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"



أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.



                            



 



 



 





: 23-11-2013
طباعة