تفريغ الدرس الرابع عشر





بسم الله الرحمن الرحيم



اللقاء الرابع عشر من مادة التفسير





تفسير
سورة الغاشية





دورة: ما لا يسع المسلم جهله



لفضيلة الشيخ : محمود لطفي هاشم



معهد
النصرة الشرعي  
http://alnosrah.org/ch/1.htm

سورة
الغاشية



 



{ 1 - 16
}
{ بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى
مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ
وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ
* فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ
جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ
مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ
}



أعوذ
بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على سيدنا محمد
سيد الأولين والآخرين وخاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين وسلم
تسليما كثيرا.



سورة
الغاشية هي أيضا من السور المكية وسماتها من سمات السور المكية التي تتحدث عن
الجنة والنار والتذكرة والموعظة وفي أولها الله عز وجل يسأل رسوله صلى الله عليه
وسلم السؤال هنا للانتباه، أحيانا إذا أردت أن تخبر أحدا بشيء فتقدم قبل هذا الخبر
سؤال، هذا السؤال يجعل السامع ينتبه فإذا انتبه استطعت أن تخبره بما تريد هذا هو
من أساليب التشويق أو جذب الأنظار أو الانتباه لأهمية الحديث الذي يأتي بعد هذا
السؤال، الله عز وجل يبدأ السورة ب
"هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ
الْغَاشِيَةِ"
يعني يا محمد هل أتاك هل علمت حديث الغاشية، فالغاشية هي اسم
من أسماء يوم القيامة لأنها تغشى الناس لذلك تسمى الغاشية، تغشى الناس بما فيها من
أهوال وأحوال فالله سبحانه وتعالى يريد أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بشأن يوم
القيامة فقدم بالسؤال هل أتاك يا محمد حديث الغاشية؟ وطبعا هذا السؤال لكل من يقرأ
القرآن ويريد أن يتعرف على المعنى فكله مخاطب ب  
"هَلْ
أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ
" فكلنا يحتاج إلى معرفة حديث
الغاشية فبين الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في هذه السورة أن نبأ
هذه الغاشية أو حديث هذه الغاشية على شقين الشق الأول: حديث عن أناس خسروا أنفسهم
والشق الثاني عن أناس فازوا يوم القيامة فمنهم خسر ومنهم فاز ليس هناك أمر ثالث،
فريق في الجنة وفريق في السعير فالله سبحانه وتعالى يبين لنبيه صلى الله عليه وسلم
شأن الفريقين معا الفريق الأول
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَة} ليست الوجوه فقط خاشعة، وخاشعة
بمعنى ذليلة يعني أصحاب هذه الوجوه هم الأذلة ولأن الذل يبدو على الوجه وعواقبه وقسمات
الوجه تعبر عن هذا الذل وعن الانفعال والتأثر به فالله سبحانه وتعالى يذكر الوجه، الوجه
هو العضو الذي يبدو عليه البؤس، فالسعيد سعادته تبدو على وجهه والشقي شقاوته تبدو
على وجهه لذلك الله سبحانه وتعالى يخاطب هنا بوصف التعبير عن الإنسان بالوجه لأنه
هو الذي تبدو عليه الأحوال فقال
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَة} يعني ذليلة أصحابها تبدو على
وجوههم التعاسة والشقاوة، ما شأن هؤلاء؟ 
يصفهم الله عز وجل بأنهم عاملون وتعبون
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَة
عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ}
يعني عملت في الدنيا وسعت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ
النَّاسِ يَغْدُو" يعني كل إنسان يصبح الصبح يخرج من بيته ويعمل سواء المؤمن
أو الكافر، الشقي أو السعيد كل يخرج ليعمل فيقول النبي صلى الله عليه وسلم 
"كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو
فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَو مُوبِقُهَا"
هذا معتق نفسه من النار وهذا
موبق نفسه في النار، هو نفس الكلام هنا
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ
عَامِلَةٌ}
يعني عملت وتعبت وقد تكون عملت وتعبت عبادة، ولكن عبادة على غير إيمان
وعلى غير أساس وعلى غير الحق، حينئذ تكون هذه الوجوه خاسر رغم أنها تعبت وعملت،
نذكر في ذلك قول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حينما مر على صومعة راهب يتعبد
فقرأ عمر رضي الله عنه هذه الآية حينما رأى هذا الرجل يتعبد   {
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ *
عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً*}
رغم أنه تعب وتعبد وانقطع
للعبادة إلا أنه يصلى نارا حامية فلا فائدة في عبادته ولا تفيد في شيء، فهذا نوع
أول من الناس، بين لنا النبي صلي صلى الله عليه وسلم حالهم  يوم القيامة ثم بين أنهم عملوا ثم بين الله
سبحانه وتعالى تفصيل ما يلاقون يوم القيامة فقال
{تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} يعني لهم شرابهم في جهنم فهي
عين آنية يشربون منها في النار 
{آنِيَةٍ} شديد حرها يعني عين شديد حرها
يعني يشربون من زقوم يشربون من ماء مغلي يصهر به ما في بطونهم والجلود والعياذ بالله
يعني ماء لا يفيد صاحبه في شيء بل
يضره {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ
آنِيَةٍ}
هذا شرابهم وأما طعامهم فـ {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا
مِنْ ضَرِيعٍ}
يعني ليس لهم طعام ينفع لكن طعامهم من ضريع أي يضرهم، والضريع هو شوك
النار وطعام أهل النار من الأشياء التي نعوذ بالله عز وجل منها
{لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا
مِنْ ضَرِيعٍ}
قال الله عز وجل عن هذا الطعام الذي من ضريع من هذه الأشواك {لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي
مِنْ جُوعٍ}
كما أن الماء الذي شربوه من قبل لا يروي ولا ينفع بل يصهر به ما في
بطونهم والجلود فالطعام أيضا لا يسمن ولا يغني من جوع، يعني لا يشبعهم الشبع
المطلوب لأنه يؤذي ولا ينفع وأيضا لا يغذي إنما يضر، الطعام الذي يسمن هو الذي
يفيد صاحبه هذا لا غذاء فيه إنما هو طعام يضر فبين الله سبحانه وتعالى هذا الفريق
من الناس وبين حاله ومآله وما يكون فيه من الذل والخزي يوم القيامة.



الفريق
الآخر على الناحية الأخرى
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ} {نَاعِمَةٌ} يعني عليها أثر النعيم، الإنسان المنعم يبدو على وجهه أثر النعيم فهي
وجوه يومئذ ناعمة يعني منعمة عليها أثر النعيم،
{لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٍ}كما قال في الأولى عاملة ناصبة
فبين أن هذه ساعية أيضا لكنها سعت على أساس، سعت في رضا الله عز وجل بما يريده
الله سبحانه وتعالى لا بما أملته عليهم أهواؤهم وشياطينهم إنما اتباعا لكتاب الله
تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
{لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٍ} يعني الأعمال الصالحة التي
عملتها وجدت ثوابها يوم القيامة يرضيها لأنها وجدت ثواب وجدت خيرا رضيت به أما
مآلها
{ فِي
جَنَّةٍ عَالِيَةٍ}
"جَنَّةٍ" جامعة لأنواع النعيم
كله، كل ما كان يجمع النعيم يسمى جنة، حتى جنة الدنيا يعني مكان يجمع نعيم الدنيا
وجنة الآخرة مكان يجمع نعيم الآخرة
{عَالِيَةٍ} يعني مرتفعة فالجنة مكانها
العلو وإن كان بعضها فوق بعض ولكن كلها
عالية {لَا تَسْمَعُ فِيهَا
لَاغِيَةً}
يعني ليس فيها لغو كما كانوا في الدنيا إذا مروا باللغو مروا كراما
لا يلجون مجالس اللغو والباطل فجزاؤهم يوم القيامة أنهم يعافون مما كانوا يكرهونه
في الدنيا
"لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا
سَلَامًا سَلَامًا " {لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً}
أما وصفها الشراب والطعام كما
في النوع الأول من الناس طعامه وشرابه فيصف هنا أيضا الشراب والطعام فيقول
{فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ} الثانية عين كما بين الله
سبحانه وتعالى في شأنهم والعياذ بالله 
{تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ}هنا لا، هنا فيها عين جارية {جَارِيَةٌ} يعني متجددة، ماؤها متجدد لا يأسن
أبدا 
{فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ} يعني السرائر التي يجلسون
عليها، و "السرر" جمع " سرير "فيها أيضا أكواب إلى جوارهم إذا
أرادوا أن يشربوا تناولوا فقط لا يحتاج أن يذهب إلى هذه الأنهار وأن يملأ منها الأكواب
ثم يعود، لا، هي ممتلئة مجهزة معدة للشرب مباشرة
{وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ} {وَنَمَارِقُ
مَصْفُوفَةٌ}
يعني هذه السرر عليها نمارق النمارق يعني وسائد، الإنسان عندما يجلس
يحتاج إلى وسادة يتكئ عليها فهذه الوسائد من حرير ومن استبرق وغير ذلك مما وصفه
الله عز وجل في مواطن أخر
{وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} الزرابي هي: البسط يعني
الفرش  يعني السجاد من كل ناحية مفروشة
يعني مفروشة على أرض الجنة فالله سبحانه وتعالى أراد أن يبين لنا صور النعيم أو
جانب من صور النعيم التي ينعم بها هؤلاء أصحاب الوجوه الناعمة، ثم بعدما انتهت
الآيات من بيان شأن هذا اليوم الذي سماه الله عز وجل الغاشية وحال الناس على
الجانبين فريق في الجنة وفريق في السعير، شرعت الآيات تحيلنا إلى آيات الله عز وجل
في الكون، حتى يتأكد الإنسان أن الله سبحانه وتعالى لا يكلمه عن غيوب فحسب بل
يحدثه عن واقع يدل على هذا الغيب من آيات الله عز وجل في الكون، نحن نتعرف على
الله عز وجل بآياته فمن آيات الله التي نتعرف على الله تعالى من خلالها



 



{ 17 -
26 }
{ أَفَلَا
يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ
رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ
سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ
* إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ
* إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ }



 



{أَفَلَا
يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}
والابل بالذات لأن لها خلقة
تختلف عن خلقة غيرها من سائر الدواب فالله تعالى يحيلنا إلى هذه الآية وكيفية خلق
هذه الإبل وطبعا من يستطيع أن يفصل في آيات خلق الإبل من المتخصصين يفصل، الكلام
عن الإبل كثير ولكننا نكتفي فقط بما هو مشار إليه في هذه الآية كإشارة
{أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى
الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ* وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ*}
السماء رفعت بلا عمد فلا
يستطيع أحد أن يرفع سقفا بلا أعمدة وبلا جدران فالسماء رفعت بلا أعمدة وبلا بجدران
فهذا من عجيب خلق الله سبحانه وتعالى
{أفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى
السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ
فُرُوجٍ} {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا }
كما قال الله سبحانه وتعالى في
مواطن أخر
{وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ} رفع السماء مسألة فيها العجب
وأيضا خلق السماء ذاتها فيها عجب، هنا حين يقول الله عز وجل "إِلَى
السَّمَاءِ" قلنا أن السماء إذا ذكرت هكذا مفردة وغير موصوفة تكون بمعنى
العلو لكن هنا طالما أن السماء وصفت بأنها رفعت إذن تكون السماء التي من السبع
الطباق لأنها هنا وصفت
{وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ* وَإِلَى الْجِبَالِ
كَيْفَ نُصِبَتْ}
يعني إلى الجبال كيف جعلها الله عز وجل أوتادا ونصبها في هذه
الأرض والمواضع التي وضعت فيها الجبال حتى تتوازن هذه الأرض
{وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ
سُطِحَتْ }
يعني كيف امتدت هذه الأرض وكيف بسطت وأعدت للتعامل معها، بعدما
أحالنا الله عز وجل إلى هذه الآيات أمر رسوله صلى الله عليه وسلم وبالتالي الأمر
لنا نحن،
{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} هذه مهمة النبي صلى الله عليه
وسلم يذكر الناس ويدعوهم إلى الله عز وجل ولا يكرههم على ذلك لأنه كما قال الله عز
وجل:
{أَفَأَنْتَ
تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}
. ليس هذا دورنا {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ
أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}
فمهمة الداعية أن يبين وأن
يدعو فقط ولكنه لا يكره الناس، الناس لا يكرهون غلى الإيمان الإيمان عمل اختياري
كما إن كل الأعمال أعمال إرادية، لابد من الإرادة حتى ينتفع العبد بإيمانه وإلا
صار منافقا
{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَسْتَ عَلَيْهِمْ
بِمُسَيْطِرٍ*}
كما قال الله عز وجل {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ}
يعني تقهرهم، لا نقهر أحدا على شيء إنما ندعو الناس ونبين لهم
{إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ} يعني من تولى وكفر فله شأنه
عند الله عز وجل
{فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ} عذاب يوم القيامة لأنه دون
العذاب الأكبر عذاب الدنيا أما العذاب الأكبر فهو عذاب يوم القيامة، قد لا يعذب الكافر
في دنياه لكن العذاب الأكبر هو مقطوع به حتم لكل من كفر، ثم قال الله عز وجل مبينا
أن هؤلاء لن يفروا من الله عز وجل الا اليه قال:
{ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ } يعني لن يضلوا عنا، لن يغيبوا
عنا، الله سبحانه وتعالى حصر الجميع وخلق الجميع وأحصاهم عددا
﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾ {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ}
يعني عودتهم بعد مماتهم {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا
حِسَابَهُمْ}
أي نحن الذين سوف نحاسبهم على إعراضهم وعلى توليهم وعلى كفرهم فهذه
ليست مهمة النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤاخذ الناس على الإيمان ويقهرهم عليه ويعذبهم
في الدنيا من أجل ذلك لا ليست هذه مهمة النبي صلى الله عليه وسلم ولا مهمة العلماء
ولا الدعاة إنما هذه إلى الله عز وجل وليس إلى أحد غيره.



بذلك
نكون قد انتهينا من تفسير هذه السورة سورة الغاشية وجزاكم الله خيرا وأقول قولي
هذا وأستغفر الله لي ولكم.



 




: 28-11-2013
طباعة