الدرس الثالث











 هذا هو اللقاء الثالث فى مقدمة فى علم التحريرات:- وقفنا فى اللقاء الماضى عند مهمة المحررين وقلنا ان مهمة المحررين هى تمييز الطرق وترتيب الروايات بحيث ﻻيحدث تركيب قراءة على أخرىوفى ذاك الزمان
 كان هناك مايسمى بﻷختيار فى القراءات'

 ومعناه' "اختيار بعض المروى دون بعض عند اﻹقراء" فمثﻻ كل إمام من أئمة القراءات تلقى عن عدد كبير من الشيوخ فكان يرجح بين الرواياتويختار أشهرها وأكثرها رواية ويتجنب الشاذ منها وطبعا حسب مابلغ علمه كما فعل اﻹمام نافع رحمه الله تعالى فكان يقول قرأت على سبعين من التابعين فما اتفق فيه اثنان أخذته وما شذ فيه واحد تركته وكذلك لما ننظرفى رواية شعبةعن عاصم وحفص عن عاصم لما ذهبا الى شيخهما عاصم وسأﻻه عن سبب الخﻻف بين ماأخذ به شعبة وأخذ به حفص فقال عاصم لشعبة عايهما رحمات الله تعالى أفرأتك بما أقرئنى به على بن زر بن حبيش وقال لحفص أقرأتك بما قرأت به على أبى عبد تلرحمن السلمى فكان كل إمام من القراء العشرة يعطى لتلميذه مايراه مناسبا لهم دون البعض اﻵخر فأبو عمرو البصرى روى عنه اﻷصمعى قال سمعت ابا عمرو يقول "لوﻻ أنه ليس لى أن أقرء إﻻ بما قرء لقرأت حرف كذا بكذا وحرف كذا بكذا " وهنا تظهر فائدة الرواية والتلقى "فليس للقياس مابقنون فى القراءة كما ذكر اﻹمام الشاطبى رحمه الله تعالى (وما ليس للقياس فى القراءة مدخﻻ--فدونك مافيه الرضى متكفﻻ) فالتدوين فى القراءت فيه تدرج منذ العهد النبوى ----
وجزاكم الله خيرا
: 19-09-2016
طباعة