الدرس السابع











السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  هذا هو اللقاء السابع فى مقدمة فى علم التحريرات:-انتهينا فى اللقاء السابق الى "لو ان احد القراء انفرد بقراءة دون أهل بلده لم يوافقه على ذلك أحد فمثلا نقل ابن الجزرى رضى الله عنه عن ابن مجاهد أنه قال: قال لى قنبل :قال لى القواص إلقى هذا الرجل يقصد الإمام البزى أحد رواة ابن كثير فقل له إن هذاالحرف ليس من قراءتنا وكان يقصد " وما هو بميت "فى سورة إبراهيم فكان البزى يقرؤه بالتخفيف لأن ابن كثير يخفف هذا اللفظ القرءانى فى بعض المواضع أما فى هذا الموضع لم يكن له فيه التخفيف فاعترض العلماء والقراء فى ذلك الوقت الذين نقلوا هذه القراءة جيلا عن جيل فذهب الإمام ابن مجاهد لينقل ماقاله له الامام قنبل عن القواص فلما قابله قال له البزى قد رجعت لأن" الميت " التى تخفف من قد مات ومن لم يمت فهو بالتشديد كما نقل لنا العلماء ذلك ؛فهذا إن دل على شئ إنما يدل على حفظ الله تبارك وتعالى لكتابه العزيز كما اخبر فى قوله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون". وبعد اختيار القراء العشرة باتفاق العلماء واقرارهم على ذلك بدأت تظهر قضية التدوين فى القراءات فبعد أن تفرق القراء فى البلاد وعرفت طبقاتهم وعرفت كثرة الفتوحات واختلاط الناس ببعضهم ووقع الخلاف وقل الاضبط فهيأ الله لهذه الامة أئمة ثقات حرروا وضبطوا وألفوا وممن عمل بذلك عدد كبير من أئمة القراءات كلإمام حفص عن عاصم والأمام ابن ذكوان وبعض طرق بن عامر هؤلاء ممن اعتنوا بنقل هذه القراءات وتدوينها فمثلا ورد كتاب أحمد بن سهل الأشنانى عن حفص عن عاصم وورد كتاب الحلوانى عن هشام عن بن عامر ثم جاء جماعة من الأمة وتفرغوا للقرءان وعلومه فصاروا يجوبون البلاد يتعلمون ويعلمون ويضبطون ومن هنا ظهر علم القراءات وأول إمام معتبر جمع القراءات فى كتاب هو ابو القاسم بن سلام -- - -
وجزاكم الله خيرا
: 19-09-2016
طباعة