بنر التطوير

بنر الاعلان عن الاشراف

مركز السمنودي العالمي لتحفيظ القرآن الكريم والاجازة

المحاضرة الخامسة والتسعون يوم السبت 4 شوال 1445 الموافق 13 ابريل 2024 مع توحيد العبودية لله عز وجل والعبادات القلبية => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة السادسة والتسعون يوم الاثنين 6 شوال 1445 الموافق 15 ابريل 2024 ما زال الحديث موصولا عن العبادات وتصحيح المفاهيم واليوم الحديث عن توحيد الذات => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة السابعة والتسعون يوم الثلاثاء 7 شوال 1445 الموافق 16 ابريل 2024 فاعلم انه لا اله الا الله => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة الثامنة والتسعون يوم الثلاثاء 7 شوال 1445 الموافق 16 ابريل 2024 عن الادعية في الصلاة => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة التاسعة والتسعون يوم الاربعاء 8 شوال 1445 الموافق 17 ابريل 2024 عن قضية التوحيد توحيد الذات والاسماء والصفات => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة المائة يوم الاربعاء 8 شوال 1445 الموافق 17 ابريل 2024 الكلام ما زال موصولا عن الاية 12 و 13 من ايات سورة العنكبوت => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة الاولي بعد المائة يوم الخميس 9 شوال 1445 الموافق18 ابريل 2024 ما زال الحديث موصولا عن توحيد الاسماء والصفات => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة الثانية بعد المائة يوم الجمعة 10 شوال 1445 الموافق 19 ابريل 2024 الكلام عن قوله تعالي ولا تنس نصيبك من الدنيا => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة الثالثة بعد المائة يوم الجمعة 10 شوال 1445 الموافق 19 ابريل 2024 الكلام عن قضية التوحيد بصفة عامة وتوحيد الاسماء والصفات بصفة خاصة وعن صفة العلو والقرب لله عز وجل بصفة اخص => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? خطبة الجمعة 10 شوال 1445 الموافق 19 ابريل 2024 من روز سيتي ويندسور بكندا بعنوان موعظة مودع => خطب جمعة واعياد ?

صفحة جديدة 2

القائمـــــة الرئيسيـــــــــة

ترجمة معاني القرآن بأكثر من 50 لغة عالمية
صفحة جديدة 2

اشتراك ومتابعة الدورات

صفحة جديدة 2

قاعات البث المباشر

صفحة جديدة 2

جديد لوحة الشرف للطلاب

صفحة جديدة 2 صفحة جديدة 2

خدمــــــات

صفحة جديدة 2

عدد الزوار

انت الزائر :754220
[يتصفح الموقع حالياً [
الاعضاء :0 الزوار :
تفاصيل المتواجدون
صفحة جديدة 2

احصائيات الزوار

الاحصائيات
لهذا اليوم : 19118
بالامس : 22832
لهذا الأسبوع : 177866
لهذا الشهر : 497511
لهذه السنة : 3189175
منذ البدء : 89737337
تاريخ بدء الإحصائيات : 6-5-2011

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

 

Check Google Page Rank

 

تفريغ أول دروس الدورة المكثفة ـ تفسير سورة النبأ

الدرس

  اضافة للمفضلة

  الصفحة الرئيسية » الـــــدروس الـكـتابــيـــة » تفريغ دروس الدورة المكثفة لتفسير جزء عم(الشيخ مدحت عاشور)

: تفريغ أول دروس الدورة المكثفة ـ تفسير سورة النبأ
كاتب :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرورأنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدى الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله الإ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله {يا أيها الذين آمنوا اتقوا حق تقاته ولا تموتن الإ وأنتم مسلمون}. ..{ يا أيها الناس اتقو ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}...{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديد يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً }




أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله عزوجل وخير الهدى هدى محمدا صلى لله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة فى النار وما قل وكفى خير ٌ مما كثر وألهى وإنما توعدون لآت ٍ وما أنتم بمعجزين

أما بعد:
فلا أجد مثلى فى إلقاء هذا الدرس المبارك من تفسير كلام ربنا سبحانه وتعالى إلا كقول القائل:
تطالبنى بخدمة القرآن نفسى*** وفيها قرة سمعى وبصرى
فقلت لها تفاسير ليس تحصي**وما رمتيه يقسو عنه نفسى
فنسأل الله أن يمن علينا بجوده ومنه وكرمه وأن يبارك لنا فى القرآن الكريم وأن يرزقنا تفسير آياته سبحانه وتعالى إنه ولى ذلك ومولاه والقادر عليه
*******************************************************

***جزء عم*** من السورالمكيه والسور المكيه لها طابع خاص فإنها تعتنى بتقرير أمور العقيده وترسيخها فى القلوب وهذا مما جعل الصحابة رضوان الله تبارك وتعالى عليهم بادئ ذى بدئ يتعلمون القران ويثبتوا على العقيدة الإسلامية ببركات هذه السور المكية
فكان الله عزوجل أول ما أنزل السور المكية تتناول أمور العقيده وتقررها

*********************************
**سورة النبأ من السور المكيه** والنبأ يعنى الخبر العظيم قال الله تبارك وتعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم
{ عم يتساءلون}
عم : معناها عن أى شئ يتسألون
وهذا الخطاب موجه للنبى صلى الله عليه وسلم يسأل فيه نبينا صلى الله عليه وسلم عن أى شئ يسأل هؤلاء المشركون فقال الله عز وجل مجيبًا للنبى صلى الله عليه وسلم موضحا له عن أسئلتهم فقال له { عن النبأ العظيم}
اختلف المفسرون فى معنى النبأ على عدة أقوال:
قالت طائفة من المفسرين: النبأ العظيم هو القرآن الكريم كما قال الله عز وجل فى كتابه الكريم { قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون} فالنبأ العظيم هو القرآن الكريم
وقيل النبأ العظيم: هو البعث بدليل قول الله عز وجل بعدها { الذي هم فيه مختلفون } شمل ذكر الآيات الداله على البعث
وقيل النبأ العظيم المراد به: النبى محمد صلى الله عليه وسلم

{الذي هم فيه مختلفون }يعني اختلفوا فيما بينهم في ذلك اليوم وفي لك اليوم يعني المراد به البعث وقيل اختلفوا في بعثة النبي صلي الله عليه وسلم واختلفوا في الكلام عليه يقولون ساحر وأخري يقولون مجنون وأخري يقولون كاهن إلي غير ذلك وكذلك اختلفوا في البعث ما بين مصدق ومكذب , وكل تلك الأقوال صحيحة دل عليها ظاهر القرآن وصحيح سنة نبينا صلي الله عليه وعلي آله وسلم

{الذي هم فيه مختلفون } وفي تلك الآية بيان لحال المشركين أنهم مختلفون فيما بينهم لا يجتمعون علي رأي ولايثبتون عليه , وهذا يدل علي ضعف المشركين وعلي تذبذبهم وأنهم علي الباطل لأنهم لم يثبتوا علي قول من الأقوال والله عز وجل قد بين في آية أخري حال المشركين قال تعالي { تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى } ذلك أن الله عز وجل لم يجعل الإجتماع إلا علي كلمته سبحانه وتعالي علي كلمة التوحيد قال تعالي { وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم } فنعمة التأليف بين القلوب من نعم الله عز وجل علينا وذلك فضله سبحانه وتعالي وامتنانه علي أمتنا خاصة دون سائر الأمم فلا اجتماع إلا علي كتاب الله وعلي سنة رسوله صلي الله تعالي عليه وعلي آله وسلم علي حد قول القائل
بين أيديهما نوران ذكر وسنة **فما بالهم في حالك الظلمات

بين أيدينا كتاب ربنا وسنة نبينا صلي الله تعالي عليه وعلي آله وسلم فيهما الشفاء وفيهما الرحمة
{كلا سيعلمون } (كلا) قال العلماء هي كلمة يراد بها الردع والزجر قال تعالي { كلا سيعلمون } يعني مغبة ما هم عليه من الباطل وسوء منقلبهم إذا انقلبوا بين يدي الله عز وجل يوم القيامة أو ما يحدث من تسليط النبي صلي الله تعالي عليه وسلم وأصحابه وظهور أمره وظهور دينه علي غيره من الأديان

{ ثم كلا سيعلمون } قال فريق من العلماء الآية الثانية مؤكدة للأولي وقيل كلا سيعلمون أي في الدنيا ثم كلا سيعلمون أي في الآخرة

قال تعالي {ألم نجعل الأرض مهاداً } يعني ممهدة ففيها معايشنا قال تعالي
{ وجعلنا لكم فيها معايش } يعني أن الله عز وجل سخر السماوات والأرض سبحانه وتعالي حتي ييسر لنا فيها العيش بفضله وجوده ومنّّه وكرمه سبحانه وتعالي
ألم نجعل الأرض مهاداً يعني ممهدة للسكني والعيش

والجبال أوتاداً يعني جعلت الجبال كالوتد بالنسبة للأرض الممهدة حتي لا تميل كما قال تعالي{أن تميد بكم } يعني لئلا تميد بكم

{وخلقناكم أزواجاً } قال بعض المفسرين خلقناكم أزواجاً يعني من ذكر وأنثي وقيل أصنافاً وأزواجاً مختلفين ففيكم الطويل وفيكم القصير وفيكم البدين وفيكم النحيف إلي غير ذلك وكما قال الله تعالي في الآية الأخري {ومن كل شئ جعلنا زوجين لعلكم تذكرون}

فال تعالي { وحعلنا نومكم سباتاً } يعني فيه الراحة والسكون والنوم أخو الموت كما قال الله تعالي { وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضي أجل مسمي} الآية الكريمة من أواسط سورة الأنعام قوله سبحانه وتعالى{وهو الذى يتوفاكم بالليل}يعنى يميتكم الموتة الصغرى يعنى النوم أما الموتة الكبرى فهى الموت , فالنوم أخو الموت
قال تعالى { وجعلنا الليل لباسا } فكما يغطيكم الليل بظلمته فهو كاللباس فكما يستر اللباس البدن فكذلك النوم يغطى الكون بظلمته ويسدل عليه ظلمته
{وجعلنا النهار معاشا } وجعلنا النهار فى قضاء معايشكم يعنى حوائجكم وشوؤن دنياكم تتخذون فيها إلي السعي في الدنيا وتتحصلون عليها بفضل الله عزوجل كما جاء فى الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم ((لو أنكم تتوكلون على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزقك الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً)) يعنى أمتلأت بطونها برزق الله عز وجل فهى تروح فى أول الصباح فارغة بطونها ثم تعود مشبعة بفضل الله سبحانه وتعالى
وكما قال الله عزوجل فى كتابه { هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه } يعنى أن يسعى لطلب الرزق ثم إن الله سبحانه وتعالى يمن على عباده بالرزق كما قال تعالى { الله يبسط الرزق لمن يشاء من ويقدر } يقدر يعنى يضيق

قال تعالى { وجعلنا النهار معاشا وبنينا فوقكم سبعا شدادا }
سبعا: يعنى السماوات السبع شدادا:يعنى محكمه الصنع كما قال الله عز وجل فى كتابه الكريم { والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون } بأيد : أى بقوة وإحكام وإنا لموسعون:أى ذلك فضل الله عزوجل هو الذى أحكم خلق السماوات سبحانه وتعالى
قال تعالى { وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا } يقصد بالسراج الوهاج :الشمس "سراجا وهاجا" يعنى شمس مضيئة منيرة بفضل الله سبحانه وتعالى
{وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا } اختلف المفسرون فى المعصرات على ثلاثة أقوال 1_ قيل :الرياح
2_قيل :السماء فان المطر ينزل من السماء
3_وقيل: السحاب

وكل ذلك من أسباب المطر
ثجاجا" الثجاج: الكثير المنصب المتتابع يعنى كثيرا متتابعا"
وقيل الثج: مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم( خير الحج العج والثج) أما العج فهو رفع الصوت بالتلبيه **لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك
وأما الثج :كثرة إراقة الدماء فكذلك المطر كثير متتابع
وهذا الحديث اختلف أهل العلم فى تصحيحه وتضعيفه وقد ضعفه شيخنا الشيخ مصطفى بن العدوى حفظه الله تعالى ونفع المسلمين بعلمه
وقيل{ وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا }:من قول المرأة التى كانت تستحاض فلا تطهرقالت (( يا رسول الله انما أثج ثجا)) أى أن دماء الحيض يتدافع على تلك المرأة كثيراً متتابعاً فقوله تبارك وتعالى { وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا }:اى كثير متتابعاً
{ لنخرج به حبا ونباتا } الحب:مايخرج من الارض وكذلك النبات
اختلف العلماءفى ذلك فقيل: الحب ما يختص بعلف الحيوان ونحوها والنبات ما يختص بالإنسان
وقيل معنى الحب: ما يخرج من الأرض وقيل الحب: يختص بما يخرج من الأرض كالحنطة والشعير ونحو ذلك أما النبات ما تأكله الحيوانات من الحشيش ونحو ذلك. إلى غير ذلك من الأقوال
{ وجنات ألفافا } جنات : يعنى بسا تين ... ألفافا : يعنى ملتفة ومجتمعة

{إن يوم الفصل كان ميقاتا } بعد أن ذكر الله عز وجل توطئه بين فيها نعمه عز وجل على عباده وأن العباد أكثرهم لا يشكرون الله على نعمه كما قال تعالى { ولا تجد أكثرهم شاكرين } وقد تحققت نبوءة إبليس كما قال تعالى
{ وقليل من عبادي الشكور } وقال تعالى { و لئن شكرتم لأزيدنكم } فكل ذى نعمة صاحبها يتعرض لزاولها إلا مَن رُزق شكر الله عز وجل على نعمائه
فهذه الآيات الأولى هى توطئه لبيان نعم الله على عباده حتى يعودوا إلى الله عز وجل ثم انتقل الله عزوجل لبيان اليوم الأخر
.
فقال تعالى { إن يوم الفصل كان ميقاتا }: أى أن الله عز وجل ما أعد لكم تلك النعم فى السموات والأرض إلا لتقيموا شرع الله سبحانه وتعالى لذلك ذكّر الله عز وجل عباده باليوم الآخر فإن الله عز وجل لم يخلقنا سداً ولا هملاً بل خلقنا لعبادته عزوجل قال تعالى { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } : يعنى الإ ليوحدون الله عزوجل

{إن يوم الفصل كان ميقاتا }:أى يوم القيامة كان ميقاتا:أى موقتا فى وقته يقابلون الله عز وجل فيه

قال تعالى { يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا }: الصور كما جاء فى الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم " كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن قرنه " وفى روايه "و أصغ ليتاً ينتظر متى يؤمر بالنفخ" فالصور ينفح فيه إسرافيل عليه السلام

قال تعالى { يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا } يعنى أمماً على إثر أمم

{وفتحت السماء فكانت أبوابا } فتحت السماء:يعنى أن السماء تُفتح أبوابها لأنها تُزال كما قال تعالى { إذا السماء انشقت } وذلك لقيام القيامة ولقاء الله سبحانه وتعالى

{وسيرت الجبال فكانت سرابا } سيرت الجبال: يعنى أصبحت كالعهن أى كالصوف المنفوش ثم تسير بمعنى تزول .....فكانت سرابا:يعنى سراب يراه الرائى من بعيد فإذا وصله لم يجده شئ

{إن جهنم كانت مرصادا } يعنى ترصد الناس على حسب أعمالهم فإن كان يعمل السيئات فإنها ترصد أصحابها والعياذ بالله كما جاء فى الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم "إن الصراط على متن جهنم منصوب وأنه أحد من السيف وأدق من الشعر يجاوزه الناس على قدر أعمالهم" وفى أنه "مدحضة مزله " مدحضة مزله:كما يسميه العامة يزحلق يعنى لا يثبت الإنسان عليه إلا من ثبته الله عز وجل بالعمل الصالح وكما جاء فى الحديث الآخر " وإن على الصراط شوك كشوك السعدان" قال النبى لأصحابة: وهل تدرون ما شوك السعدان قالوا: نعم قال غير أنه لا يعلم قدر عظم ذلك الشوك الإ الله عزوجل"فقال النبي صلي الله عليه وسلم " فمخدوش ناج ومكردس -والعياذ بالله- في نار جهنم " يجاوز الناس علي الصراط علي قدر أعمالهم" والصراط علي متن جهنم يعني علي ظهر جهنم

{كانت مرصاداً} أي ترصد الناس علي قدر أعمالهم

قال تعالي { للطاغين مآباً } يقال طغي تجاوز الحد وهذا مستعمل في اللغة واستعمل أيضاً في القرآن قال تعالي { إنا لما طغي الماء حملناكم في الجارية } أي تجاوز مقداره المقدر له , والطاغين أي المتجاوزين لحدودهم وكما قيل في تعريف الطاغوت كما قال تعالي {فمن يكفر بالطاغوت } فالطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع فالطغيان معناه مجاوزة الحد ومنه الطاغوت قال تعالي {للطاغين مآباً} أي مرجعاً يعني مآلهم ومرجعهم والعياذ بالله إلي جهنم

قال تعالي {لابثين فيها أحقاباً} لابثين بعني ماكثين , فيها أحقاباً : قيل الحقب ثمانين سنة وقيل غير ذلك وقيل أزمنة طويلة كثيرة متتابعة وهذا هو المختار

{لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً } قيل المراد بالبرد النوم وقيل المراد بالبرد يعني الشراب البارد يعني لا يذوقون ما يبرد حناجرهم بعد أليم حر الشراب -والعياذ بالله - من الحميم والغساق ونحوهما - والعياذ بالله - من شراب أهل النار .. والشراب يعني لا يذوقون فيها شراباً يعني لا يتنعمون بالشراب إنما يغصون غصاً - والعياذ بالله - يعني يقف الطعام والشراب في حناجرهم إنما يتناولون كالشوك - والعياذ بالله -

{إلا حميماً } استثني الله عز وجل من شراب أهل النار الحميم .. والحميم من الماء الذي بلغت حرارته مبلغاً عظيماً أو وصل حره منتهاه وكما قال الله عز وجل عن طعام أهل النار { طلعها كأنه رؤوس الشياطين } في هذه الآية عدة من الفوائد فالله عز وجل في تلك الآية الكريمة شبه طلع طعام أهل النار بأنه رؤوس الشياطين والعرب تقول لا بد أن المشبه به يكون معلوماً ونحن لم نري الشياطين فضلاً عن أن نري رؤوسهم فكيف يقول الله عز وجل ذلك.. هذا يقوله بعض المستشرقين وبعض من يريد أن يطعن في القرآن الكريم
تقول لهم إن القرآن نزل بلسان عربي مبين فإن الله عز وجل أنزل القرآن بلسان العرب { طلعها كأنه رؤوس الشياطين } يقول العلماء إن الصورة إذا كانت مستقبحة في الذهن وكان يتصور لها صورة فإن صورة الشيطان صورة مستقبحة في الذهن وأنه فيها تصور للذهن فإن ذلك يقوم مقام المشاهد وإن ذلك مثل قول امرؤ القيس في غير معلقته المشهورة التي مطلعا
قفا نبك من ذكري حبيب ومنزل** بسقط اللوي بين الدخول فحومل

أقول قال امرؤ القيس ذلك في غير معلقته المشهورة يعني قال شعراً في غير المعلقة ..
أيقتلني والمشرفي مضاجعي** مسنونة زرق كأنياب أغوال
.. الناس يقولون إن الغول حيوان وهمي .. بعض المفسرين يقول الغول المراد به الجن والبعض يقول هو حيوان وهمي ليس له وجود كما قال القائل
أيقنت أن المستحيل ثلاثة **الغول والعنقاء والخل الوفي
.. الخل الوفي أي الصديق الوفي وهذا مردود ولا يقبل ذلك في الإسلام .. كقول القائل
سمعنا بالصديق ولا نراه** علي التحقيق يوجد في المنام
ونحسبه محالاً لو نقله** علي وجه المجاز من الكلام .
. هذا موجود في قول الله عز وجل { وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين فلوبهم ولكن الله ألف بينهم } والشاهد من ذلك البيت قول القائل أيقنت أن المستحيل ثلاثة الغول .. قال بعض العماء أنه حيوان وهمي ليس له وجود في الحقيقة فقول امرؤ القيس
أيقتلني والمشرفي مضاجعي** مسنونة زرق كأنياب أغوال
شبه نفسه وكأنه متكئ علي حمائل سيفه مستعد للقتال كأنه أنياب الغول والناس لم يرو الغول فضلاً عن أان يرو أنيابه

{إلا حميماً وغساقاً } أي أن الكفار طعامهم لا يوصف ،طعامهم يغص به آكله يقف فى حناجرهم وتتقطع منه الأمعاء وتتساقط من الشراب اللحوم _والعياذبالله_
{ الاحمياماً وغساقاً} قال العلماء المراد بالغساق صديد أهل النار يجتمعون فى واد فيطعم منه الكفار- والعياذ بالله-
{جزاء وفاقا} هذا إ نما وقع على سبيل الحساب والجزاء على وفق أعمالهم التى عملوها جاء ذلك وفاقاً: يعنى موافق لأعمالهم والله عز وجل قال عن أهل الإحسان { هل جزاء الإحسان الإ الإحسان} وقال تعالى {ما على المحسنين من سبيل} ، أما هؤلاء فإنما يحاسبون على وفق أعمالهم السيئه

قال تعالى {جزاء اً وفاقاً إنهم كانوا لا يرجون حساب} كثيراً ما يرشدنا الله عز وجل إلى ضرورة الإ يمان باليوم الآخر إن السبب فى كفر الكفار وبعدهم عن المنهج القويم والصراط المستقيم هو عدم إيمانهم باليوم الإ خر قال تعالى { كلا بل لا يخافون الأخرة} فلو أعدوا للقاء الله تبارك وتعالى والوقوف بين يديه لقدموا الأعمال الصالحة لله تبارك وتعالى.

قال تعالى {إنهم كانوا لا يرجون حساب}وقد قال بعض المفسرين {لا يرجون حساباً}:يعنى لايخافون من الحساب بين يدي الله عزو جل يعنى يكذبون بالحساب

{وكذبوا بايئنا كذاباً} قال العلماء التعبير بالمصدر فى قوله تبارك وتعالى
" كذابا "يعنى تكذيباً شديداً، التعبير بالمصدر يفيد فى تأكيد كفرهم وتكذيبهم بالقرآن الكريم{ وكذبوا بايئنا كذاباً}كلما جاءتهم آية واضحة كالشمس كذبواوكفروا بها- والعياذ بالله-

قال تعالى{ وكل شئ احصيناه كتابا}أحصيناه :جمعناه
كتاب :أى مكتوب فى كتاب كما قال العلماء كتاب بمعنى مكتوب كما قال تعالى فى أوائل سورة الاسراء{وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقه منشور} قال الحسن البصرى رحمه الله فى تفسير الآيه الكريمة قد أنصف والله من جعلك حسيباً على نفسك

قال تعالى{وكل شئ أحصيناه كتابا} أى مكتوب ذلك فى كتاب كما جاء فى الحديث((كل سجل منها مد البصرفقال الله عز وجل أتنكر من ذلك شئ، أظلمك كتبتى الحافظين فيقول لا يارب فيقول الله عزوجل بلى إن لك عندنا حسنة وإنك اليوم لا تظلم فتخرج له بطاقة مكتوب فيها أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله فيقول الرجل ما هذه البطاقة مع تلك السجلات قال إنك اليوم لا تظلم فتوضع البطاقة فى كفه والسجلات فى كفه فتثقل البطاقه وتطيش السجلات فلا يثقل مع اسم الله شئ)

{وكل شئ احصيناه كتاباً} أى جمع ذلك فى كتاب فأعمال العباد مكتوبة عليهم قال تعالى{وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون} فكل شئ يعمله الإنسان أويقوله كل ذلك مكتوب ومسطرٌ عليه قال تعالى { مايلفظ من قول الا لديه رقيب ٌعتيدٌ}

{فذوقوا فلن نزيدكم الإ عذاباً} فذوقوا: بمعنى عذاب النار - والعياذ بالله- فلن يزدادوا إلا فى العذاب - والعياذ بالله-
قال العلماء مطلع هذه الأيات { إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا لابثين فيها أحقابا }وانتهاء هذه الآيات بقوله سبحانه وتعالى{ فذوقوا فلن نزيدكم الا عذاب} المراد بذلك بيان خلود أهل النارفى النار وبيان أن النار لا تفنى ولا تبيد وأنها دائمة على أهلها - والعياذ بالله-وأنهم خالدون مخلدون فيها أبداً،لأنه قد يراد بالحكم أنه قد ينتهى بعد مدة من الزمان أما تذييل تلك الآيات القرآنية بقوله تعالى{فذوقوا فلت نزيدكم الإ عذاباً} بمعنى أن العذاب متجدد بالنسبة لهم -والعياذ بالله-كما قال الله عزوجل {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب } وكما ذكر الله عزوجل التأبيد فى النار فى ثلاث سور من القرآن فى سورة النساء وفى سورة الجن وفى أواخر سورة الأحزاب ذكر فى تلك السور الثلاث التى لا رابع لها فى القرآن الكريم التصريح بالتأبيد فى النار

قال تعالى {إن للمتقين مفازاً} قال العلماء قول الله عزوجل { مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم} مثانى: كون القران مثانى يعنى أنه-كما فى أحد الأقوال-أنه تثنى فيه ذكر الآيات فبعد أن تذكر النار تذكر الجنة أو بعد أن تذكر الجنة يتلوها مباشرة ذكر النار وقيل غير ذلك فى تفسير الآيه القرآنية
قال تعالى{إن للمتقين مفازاً} بين الله عز وجل مآل المتقين بعد أن بين عقوبة الطاغين والكافرين بين مآل المتقين قال تعالى{إن للمتقين مفازاً} ومعنى التقوى هو أن يستقيم العبد على طاعة الله عز وجل وأوامره وأن يترك نواهى الله ومعاصيه سبحانه وتعالى وكما قال طلق بن حبييب:فى تفسير التقوى**أن تعمل بطاعة من الله على نورمن الله تخشى من عقاب الله** وكما قال الله عزوجل فى كتابه الكريم{يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون} قال عبد الله ابن مسعود فى تفسير هذه الايه الكريمه {حق تقاته}أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر
ومن جميل قول الشاعر فى ذلك
بتقوى الإله نجى من نجى ***وفاز وسار إلى ما رجا
ومن يتقى الله يجعل له ***كما قال من أمره مخرجا

قال تعالي {إن للمتقين مفازاً } يعني فوزاً ونجاة بفضل الله عز وجل وفلاحاً

{حدائق وأعناباً } يعني بساتينا والأعناب من جملة الحدائق لكنها أفردت لبيان شرفها لأن العنب من الأشياء التي هي بالنسبة للعرب عظيمة لذلك أفردت بالذكر لبيان أهمبتها وأن الناس يقدرون ذلك فلما كانت النفوس تميل إلي ذكره أفرد بالذكر، وهذا يسميه العلماء من باب عطف الخاص على العام {حدائق} كلمة عامة تشمل أجناس كثيره من العنب والرمان ونحو ذلك والأعناب جزء من الحدائق فإذا أفرد بالذكر كان من باب عطف الخاص على العام ،هذه فائده نستفيدها من تلك السورة الكريمة أنه يوجد عطف الخاص على العام وكذلك يوجد العكس
قال تعالى { وكواعب أترابا} والمرأة الكاعب كما قال المفسرون رحمهم الله تعالى الناهد التى لم يتدل ثديها قال تعالى { وكواعب أترابا} يعنى مثيلات مستويات فى سن واحده
{وكأسا ًدهاقاً} قال الضحاك رحمة الله:كل كأس فى القرآن إنما يُراد يها الخمر
ومعنى { وكأسا ًدهاقاً} كأساً: يعنى الخمر دهاقاً: يعنى مملؤه

قال تعالى { لا يسمعون فيها لغواً ولا كذاباً}لما كانت الخمر مظنة- والعياذ بالله -ذهاب العقل بين الله عزوجل بقوله سبحانه وتعالى{ لا يسمعون فيها لغواً ولا كذاباً} أن خمر الآخره لا يشبه خمر الدنيا فى شئ من الأشياء فإنه يختلف.
قال تعالى { لا يسمعون فيها لغواً} يعنى كلام ليس فيه فائدة إنما كلام أهل الجنة فيه فائدة فلا تذهب عقولهم بفضل الله عزوجل كما قال الله عز وجل فى كتابه الكريم فى أوائل سورة الصافات {يُطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون} لا ينفذ شرابهم ولا تغتالُ عقولهم يعنى لا تذهب ....وقال الله عزوجل هاهنا { لا يسمعون فيها لغواً ولا كذاباً} لا يتكلمون بقبيح القول ولا يتكلمون بكلام لا فائدة فيه إنما قولهم سلاماً سلاماً

قال تعالى{جزاءا ًمن ربك عطاءاً حساباً} هذا الجزاء من الله عز وجل.... من ربك:قال علماء العقيده أن معنى الرب يدور على عدة معانى.... الرب بمعنى الخالق والرازق و المالك والمدبر ...{جزاءاً من ربك} يعنى : الذى خلقهم ورزقهم وهو مالكهم ومدبر أمورهم سبحانه وتعالى كما قال اله عزوجل فى كتابه الكريم{وما بكم من نعمة فمن الله} يعنى من عند الله عزوجل وفى قراءة أخرى لا يحضرنى صحة النسبة اليها وأظنها من غير المتواترقال تعالى {وما بكم من نعمة فَمَن ُالله}
قال تعالى {جزاءاًمن ربك عطاءاً حساباً} يعنى عطاءاً من الله عزوجل وجوده ومَنِه وكرمه سبحانه وتعالى وذلك فضل الله عز وجل.
قال تعالى{ رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا } اختلفت القراءة لهذه الآية لعدة أوجه قراءة الإمام حفص{ ربِ السماوات والأرض وما بينهما الرحمنِ لا يملكون منه خطابا} هذه القراءة الأولى ربِ والرحمنِ بالكسر فى الاثنين؛ القراءة الثانية { ربُ السماوات والأرض وما بينهما الرحمنُ لا يملكون منه خطابا }؛ والقراءة الثالثه { ربِ السماوات والأرض وما بينهما الرحمنُ لا يملكون منه خطابا }
قال الله عز وجل رب السموات والأرض الرحمن يعنى الرحيم بعباده سبحانه وتعالى ومن رحمته أنه لم يعاجلهم بالعقوبة بالرغم من كفرهم بالله عز وجل وقريب من ذلك قوله سبحانه وتعالى { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} وقريب من ذلك قوله سبحانه وتعالى { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسى ابن مريم} وبعد تلك الأيات التى بين الله فيها كفر النصارى قال الله عز وجل بعدها { أفلا يتوبون إالى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم}
مما دعى بعض المفسرين أن يقول أن تلك الآية هى أرجى آية فى القرآن الكريم واختلفوا فى ذلك إلى نحو ثمانية عشر آية فى القرآن الكريم وقيل الآيه التى فى سورة الزمر{قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفروا الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}
قال تعالى{ الرحمنِ} فرحمة الله عز وجل لا تحدها حدود سبحانه وتعالى
والرحمن مشتقة من الرحمة فالله عزوجل هو المتصف بجميع الصفات سبحانه وتعالى.. بل الرحمة التى يتراحم بها الخلق فيما بينهم جزء من مائة جزء من رحمة الله عزوجل أنزل الله عزوجل رحمة واحدة فى الأرض وأبقى عنده سبحانه وتعالى تسعة وتسعون جزءاً ادخره الله عزوجل للمؤمنين يوم القيامة. وكما سيأتى إن شاء الله بعد ذلك موسعاً الفرق بين الرحمن والرحيم وإن كان كل واحد منهما مأخوذ من الرحمة -أن الرحمن صفة ذاتية لله عز وجل أما الرحيم فإنه تتعدى إلى المخلوقين فاتصاف الله عز وجل بصفة الرحمه فى اسم الله الرحمن خاصٌ بذاته عز وجل وسبحانه وتعالى أما الرحيم فهو متعلق بالمؤمنين كما قال تعالى{ وكان بالمؤمنين رحيما} وشبيه بذلك اسمان لله عزوجل وهما اسما الله عزوجل الكريم والأكرم فالله عزوجل هو الكريم يعنى بالنسبة لخلقه أما الأكرم فإن ذلك وصفٌ خاص بالله عزوجل صفة تتعلق بذات الله تعالي لا تتعدى إلى المخلوقين
قال تعالى { رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا } { لا يملكون منه خطابا}: يعنى لا يملكون من الله عزوجل الكلام إلا بعد إذن الله عز وجل فليس هناك كلام إلا بعد إذن الله تبارك وتعالى
{يوم يقوم الروح والملائكة صفاً} قال العلماء الروح ملكٌ عظيم من الملائكة ... وقيل الروح هو جبريل عليه السلام ... وقيل غير ذلك من الأقوال.. وأن الروح على ظاهره قال تعالي{ ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} وإذا قلنا أن الروح هو جبريل فيكون هاهنا عندنا أيضاً فائدة وهى أن الروح بمعنى جبريل عطف عليها الملائكة فيكون ذلك من باب عطف العام على الخاص ومر بنا عطف الخاص على العام فى قوله عز وجل { حدائق وأعناب} وهذا من باب عطف العام على الخاص{ الروح والملائكة} إذا قلنا أن الروح بمعنى جبريل عليه السلام قال تعالى {والملائكة صفاً} صفاً: يعنى مصفوفين فى نظام لا يخرج أحد عن ذلك النظام لأن الذى يحشر الناس بين يديه هو الله سبحانه وتعالى فلا يخرج أحد عن ذلك
والآية فى قوله تعالى{ وجاء ربك والملك صفاً صفاً} يعنى مصفوفين على نظام بديع
قال تعالى { لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا } لا أحد يتكلم إلا بعد أن يأذن الله عزوجل له فى الكلام ........{وقال صوابا} : قال العلماء الصواب هو قول لا إله الإ الله يعنى مات العبد على الإسلام و لا إله الإ الله فهذا الذى يأذن الله عزوجل له فى الكلام.....{ لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا}

قال تعالى{ ذلك اليوم الحق} أى يوم الصدق الذى لا لبس وشك فيه


قال تعالي {فمن شاء اتخذ إلي ربه مآباً } يعني أعد العدة للقاء الله عز وجل وإلي ربه كما قال العلماء "اتخذ" تدخل علي جملة أصلها المبتدأ والخبر فيكون المبتدأ هو المفعول الأول ويكون الخبر هو المفعول الثاني
وقوله{ إلي ربه} مفعول أول و{مآبا}ً مفعول ثاني
{ فمن شاء انخذ إلي ربه مآباً } يعني أعد العدة للقاء الله عز وجل وسبحانه وتعالي وهذه العدة هي الأعمال الصالحة فالمؤمنون استقاموا علي دين الله عز وجل وعلي صراطه المستقيم وعلي دينه القويم قولاً وعملاً قال تعالي { وهدوا إلي الطيب من القول وهدوا إلي صراط العزيز الحميد } فهدي الله عز وجل أقوالهم وهدي الله عز وجل أعمالهم وقريباً من ذلك قوله سبحانه وتعالي
{ وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيراً } قالوا خيراً فهذا دل علي كلامهم الطيب وأيضاً علم أن أعمالهم طيبة من قوله سبحانه وتعالي { وقيل للذين اتقوا } فإنهم لايسمون متقين إلا إذا أخلصوا العمل لله سبحانه وتعالي وكما قال عز وجل في آية أخري في أواخر سورة الفرقان { وعباد الرحمن الذين يمشون علي الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً } فما أحسن قولهم وما أحسن فعالهم

قال تعالي { فمن شاء اتخذ إلي ربه مآباً } يعني بالقول الصالح وبالعمل النافع وكثيراً ما يمدح الله عز وجل المؤمنين بقوله سبحانه وتعالي { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات } في غير ما آية من القرآن

{إنا أنذرناكم عذاباً قريباً } إن الله عز وجل أنزل الكتب وأرسل الرسل لفائدة عظيمة كما قال تعالي { رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل } فوظيفة الرسل هي البشارة والنذارة لذلك أنزل الله عز وجل علي نبيه صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم { ما عليك من حسابهم من شئ } وكما أنزل الله عز وجل في الآية الأخري { ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون }
قال تعالي { إنا أنذرناكم عذاباً قريباً }
{إنا أنذناركم }: يعنى خوفناكم .. {عذاباًقريبا} : يعنى يقترب من أحدكم لأن الجنة والنار نؤمن أنهما موجودتان الآن وأنهما تبقيان ولا تفنيان
{ إن أنذرناكم} كما قيل وكما قال العلماء** إذا مات الإ نسان فقدقامت قيامته** وبروى حديثاً ولكن لا يصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم وهو حديث ضعيف ولكنها مقولة يذكرها أهل العقيدة فى كتبهم
قال تعالى { إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }
{ينظر} : يُطالع كل إنسان فى أعماله التى قدمها يعنى فى الحياة الدنيا ...{ما قدمت يداه}: يعنى ما كسبت وما جنت من خير ِ أو من شر ...

{ ويقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا} قال العلماء كما فقال النبى صلى الله عليه وسلم "حتى تقتص الشاه الجلحاء من الشاه القرناء " وفى رواية " حتى تقتص الشاة الجماء من الشاة القرناء" حينئذ يقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا لأن بعد أن تؤدى الحقوق يأمر الله عز وجل بتلك البهائم جميعا - والعياذ بالله- أن تكون تراب حينئذ يقول الكافر فى ذلك اليوم يا ليتنى كنت ترابا يعنى كالبهائم - والعياذ بالله ...
{ويقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا} يتمنى الكافر فى ذلك اليوم أن يصير ترابا -والعياذ بالله- وقد جاء فى الحديث عن النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم " يؤتى بأنعم رجل من أهل الدنيا هو من أهل النار فيغمس فى نهر من أنهار جهنم -والعياذ بالله-فيخرج منها فيُقال له هل رأيت نعيماً قط فيقول لا والله يارب ثم يؤتى بأبأس وأشقى رجل من أهل الدنيا وهو من أهل الجنة ثم يغمس فى نهر من أنهار الجنة ثم يخرج منها فيُقال له هل رأيت بؤساً قط هل رأيت شدة قط فيقول لا والله يارب" ....وكما جاء فى الحديث الصحيح عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( إن الدنيا سجن المؤ من جنة الكافر) رواه الإمام مسلم فى صحيحه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه..........وقد أوقف ذلك الحديث أحد النصارى لما سمعه ...فبينما كان يمر أحدُ خلفاء المسلمين فى الطريق فإذا بنصراني يلبس الزنار فى وسطه-والزنار لباس يلبسه النصارى حتى يتميزوا من المسلمين يعرف به أنهم على النصرانية والعياذ بالله-هذا النصرانى الذى يلبس الزنار ينزحُ الجب -يعنى يُزيل القاذورات التى فى باطن الأرض- ويلبس ملابس رثة فبينما يمر أحد أمراء المسلمين فى شارة حسنة وملابس وهيئة طيبة فأعترضه ذلك النصرانى بقوله ألم يقل نبيكم -صلى الله عليه وسلم-" إن الدنيا سجن المؤمن جنة الكافر" قال بلى ،فقال ذلك النصرانى فهل ترانى فى جنة وتراك فى سجن -هل ترى ما أن عليه من الشقاء فى الدنيا من كونى على النصرانية ونزح الجب وقلة المال هل ترانى فى جنة !! وتراك وأنت مع أبهة السلطان وعظمتها هل تراك فى السجن!!-فما كان من ذلك الخليفة الداعية العالم الفطن بأمر دينه إلا أن قال ** إن ما أعده الله عز وجل لى يوم القيامة من النعيم بفضله سبحانه وتعالى بالنسبة لما أن عليه الآن أنا فى سجن وما أعده الله عزوجل من العذاب إن كنت من أهل النار بالنسبة لما أنت فيه الآن أنت فى جنة قال تعالى { فبهت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظالمين} وهذا الخليفة كان فطن بأمر دينه سبحانه وتعالى عالم ٌبسنة النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فأحسن الرد على ذلك النصرانى
قال تعالى { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }يعنى يتمنى الأعمال الصالحة فالله عز وجل يقول { ولات حين مناص } ويقول العلماء" ولات الساعة مندمه" ...يعنى يقول يا ليتنى لكن حيث لا ينفع الندم وحيث لا يُجدى الطلب .
هذا وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد صلى الله تعالى عليه وسلم .. نسأل الله أن يجعل ذلك الكلام فى موازين أعمالنا وأن ينفعنا بالقول الصالح فى الحياة الدنيا والآخرة وأن يتقبل منا صالح الأعمال..

********
لتحميل الدرس في صيغة ملف وورد
أبو علي121
0 صوت

: 12-01-2010

: 11300

طباعة


التعليقات : 0 تعليق

« إضافة تعليق »

إضافة تعليق
اسمك

/99999999999999999999999999999999999999999999000000
تعليقك
4 + 6 =
أدخل الناتج

جديد الدروس

مشاريع العشر الاوائل من ذى الحجة - الـــــدروس الـكـتابــيـــة
اول طريق الانتكاس - الـــــدروس الـكـتابــيـــة
فضل رجب وما فيه من البدع والمحدثات - الـــــدروس الـكـتابــيـــة
الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله - الـــــدروس الـكـتابــيـــة

إغلاق