الدرس الخامس والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الخامس والعشرون في مادة اللغة العربية
12-2 - 2014
الأفعــــــــــالُ النّاقصــــــــــةِ
الأفعال الناقصة مجموعتان :
الأولى كان وأخواتها : أصبح - أضحى - ظل - أمسى - بات - صار - ليسَ - ما بَرِحَ - ما انْفَكَّ - ما زَالَ - ما دامَ.
الثانية : كادَ وأخواتها وهي تضم أفعال المقاربة أفعال الرجاء وأفعال الشروع
تعريفها
- هي أفعالٌ تدخلُ على الجملةِ الاسميّةِ المؤلّفةِ من المبتدأِ والخبرِ ، فتبقي المبتدأ مرفوعاً ويسمى اسمُها ، وتنصبُ الخبرَ ويُسمّى خبرُها.
كان وأخواتها
- وتسمى كان وأخواتها أيضاً بالناسخة ، لأنها تدخل على الجملة الاسمية المكونة من المبتدأ والخبر . فتنسخ معنى الجملة أولاً أي تغيره ، ثم تنسخ موقع المبتدأ الذي يفترض أن يأتي في بداية الكلام لأن له الصدارة ، ثم تغير حركة الخبر من الرفع إلى النصب
- وسُمّيت ناقصةً لأنّها لا تكتفي باسمها المرفوعِ لإتمامِ المعنى ، وإنّما تحتاجُ إلى الخبرِ
ولأنها تدل على الزمن من دون الحدث والفعل التام يدل على الحدث و الزمن .
الحدث و نقصد به المصدر أما الزمن فهو ثلاثة الماضي و الحال و الاستقبال عندما نقول أذن الفجر
أذّن فعل يدل على حدث و هو الأذان في زمن هو الماضي .
لكن لو قلنا : كان الفجر ؛ فكان تدل على الزمن من غير حدث ؛ حتى يرد عقبها اسم منصوب أو ما يعوضه من الجملة و شبه الجملة فيتبين المقصود .
فلذلك قيل لها ناقصة . إذا فهي للدلالة على الزمن دون الحدث .
- أخوات كان : كان –صار –أصبح - أضحى-أمسى – بات – ظل – ليس - مازال- مادام – مابرح - ماانفكّ - مافتئ
يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * 28 مريم

كان
تدلُّ على حدوث الفعل في الماضي
وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا* 55 الفرقان
- يصح في كان أن يتقدم الخبر عليها وعلى اسمها معاً ، حيث يمكننا أن نقول :
بارداً كان الجوُّ

قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ * 137 آل عمران

- تتصرف تصرفاً تاماً حيث يأتي منها الفعل الماضي والمضارع والأمر والمصدر ، وهي في كل هذه الحالات ترفع المبتدأ وتنصب الخبر
فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * 83 الأعراف
هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً * 109 النساء
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ * 65 البقرة

- يجوز حذف نون مضارعها المجزوم بالسكون ، إذا أتى بعد النون حرف متحرك ، شرط أن لا يكون ضميراً متصلاً .
لمْ يَكُنْ بآخر مَنْ حَضَرَ – لمْ يَكُ بآخرِ ممن حضر
إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * 120 النحل

- ويجوز أن تُحذف (كان) هي واسمها بعد إن – لو .
صلِّ ولو راكبا
والتقدير ولو كنت راكبا
صارَ
- تدلُّ على التّحوّلِ، ويصاغ منها المضارع والأمر
صارَ الجوُّ معتدلاً.
- يصح أن يتقدم خبرها عليها
كيف صار الجوّ ؟

أصبح – أضحى – أمسى – بات
- بمعنى صارَ ويصاغ منها المضارع والأمر
وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * 10 القصص
أضحى العربُ أمّةً واحدةً
أمسى العدوُّ منهزماً
باتَ الممتحنُ قلقاً.
- يصح أن يتقدم خبرها عليها
منهزما أمسى العدو

ظلَّ
بمعنى بقيَ يصاغ منها المضارع والأمر
وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * 58 النحل
- يصح أن يتقدم خبرها عليها
باردا ظلّ الجو
ليسَ
- تدلُّ على النّفيِ تبقى في صيغة الماضي
لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ * 17 الفتح
- لا يصح أن يتقدم خبرها عليها
مازال - مادام – مابرح – ماانفكَّ - مافتئ
تدلُّ على دوامِ الحدوثِ وهي مسبوقة دائما بنهي أو نفي أو دعاء يصاغ منها المضارع فقط ما عدا ( ما دام ) فهي تبقى في صيغة الماضي ولا تعد من أخوات كان إلا إذا سبقها ما مصدرية زمانية و تؤول هي و ما بعدها بمصدر ينوب عن ظرف الزمان
قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * 24 المائدة
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * 31 مريم
فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ * 15 الانبياء

الفاء استئنافيّة

(ما زالت) فعل ماض ناقص.

(تلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم ما زالت

(دعواهم) خبر منصوب ، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف ..

(حتّى) حرف غاية وجرّ

(جعلناهم) فعل ماض وفاعله ومفعول به والمصدر المؤول من أن المضمرة بعد حتى والفعل في محل جر بحرف الجر حتى

( حصيدا ) مفعول به ثان منصوب

(خامدين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ * 34 غافر
قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * 24 المائدة
قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى * 91 طه
مافتئَ الطّلاّبُ يذهبون إلى المدرسةِ-
ماانفكَّ العمّالُ يعملون في الحقلِ
- . لا يصح أن يتقدم خبرها عليها
دخول حرف جر زائد على خبر كان وأخواتها

- تزاد (الباء) في خبر كان وأخواتها إذا كان الخبر منفيا. والغرض من الزيادة هي توكيد المعنى وتقويته
" أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ " 8 التين
لم يَكنْ الحارسُ بآخرِ مَنْ حَضَرَ

مجيء بعض هذه الأفعال تامة :

إذا دلَّ الفعل على الحدث و الزمان أصبح تاماً يكتفي بفاعله المرفوع و قد تأتي بعض هذه الأفعال تامة فتأخذ فاعلا وتكتفي به إذا دلت على حدث وزمن مثل بقية الأفعال التامة.وهي - أصبح - أضحى - أمسى - بات - ظل - صار - ما دام
أما ما فتئ , و ما زال , و ما انفك , و ما برح , و ليس لا تأتي تامة
" - " فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ" الروم 17
الفعلان تمسون و تصبحون تامان يدلان على الحدث و هو الدخول في المساء و الدخول في الصباح , كما يدلان على الزمان .

كان التامة قد تأتي بمعنى " وُجِدَ ، أو حصل
أصبح - أضحى - أمسى " فتدل على التوقيت
و" ظل دام " تأتيان بمعنى " بَقِيَ "
صار " بمعنى " رَجِعَ " .

تأتي كان التامة غالبا بعد :أينما - حين - حيثما - حيث - أداة شرط

- اتقِ الله حيثما كنت بمعنى : وُجِدْتَ

-وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * 280 البقرة. ( بمعنى : وُجِدَ )

- صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ * 53 الشورى . ( بمعنى : تَرْجِع )

- ظل الجندي ساهراً يحرس الموقع حتى أصبح . ( بمعنى : بَقِيَ
- لو دام العدل لانتشرت السعادة . ( بمعنى : بَقِيَ

"مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ " 35 مريم.

كن : فعل أمر تام مبني على السكون، وفاعله مستتر فيه تقديره (أنت).
يكون : فعل مضارع مرفوع.