بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثامن والثلاثون
المستثنى
اسم منصوب يُذكر بعد إلاّ للدّلالة على أنّه يخالف ما قبلها في الحكمِ.
أركانه: أداةُ الاستثناءِ- المستثنى- المُستثنى منه.
حضرَ الطّلاّبُ إلاّ خالداً، إلا:أداة الاستثناء،
الطّلاّب، المستثنى منه، خالدا: المستثنى.
أركان الاستثناء
مكونات جملة الاستثناء
المستثنى " والمستثنى منه "
" ومن الأداة " إلا " ومن الحكم العام
أدوات الاستثناء
أشهرها ثماني هي : إلا , غير ,
سوى , ما عدا ، ما خلا ، حاشا , ليس , لا يكون .
أنواع الاستثناء
الاستثناء المتصل:
وهو ما كان فيه المستثنى من نفس نوع المستثنى منه: عرفت
الطلاب إلا واحداً.
عرف: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلم (تُ) والضمير في محل رفع
فاعل
الطلاب : مفعول به منصوب
إلا : أداة استثناء حرف مبني على
السكون
واحداً : مستثنى منصوب علامته تنوين الفتح
الاستثناء المنقطع
وهو ما كان فيه المستثنى من غير جنس المستثنى منه مثل : رجع الصيادون إلا
شباكَهم ، فالمستثنى " الشباك " من غير جنس المستثنى منه " الصيادون
" وإنما هو من لوازمهم وأدواتهم .
رجع الصيادون إلا شباكَهم
رجع : فعل ماض مبني على الفتح
الصيادون : فاعل مرفوع علامته الواو
لا : حرف مبني على السكون
شباك : مستثنى منصوب علامته الفتحة وهو مضاف
هم : في محل جر بالإضافة
أنواعُ الاستثناءِ:
1-الاستثناءُ
التّامُ المثبتُ:هو الّذي ذكرت أركانه كلُّها، والكلام فيه مثبت غير
منفيّ يعرب الاسم بعد إلاّ منصوباً على الاستثناءِ:
نجحَ الطّلاّبُ إلاّ طالباً
طالباً:مستثنى ب إلاّ منصوبٌ وعلامةُ نصبِه
الفتحةُ الظّاهرةُ
*الأخِلاّء
يومئذٍ بعضُهمْ لبعضٍ عدوٌّ إلاّ المتّقين* (الزخرف 43/67)
*فشربوا منه
إلاّ قليلاً منهم* (البقرة 2/249)
2- الاستثناءُ التّامُ المنفيُّ:
هو الّذي ذُكِرَتْ أركانُه كلُّها، والكلام فيه منفيّ، ويُعربُ الاسمُ بعد إلاّ
إمّا منصوباً على الاستثناءِ، أو بدلاً من المستثنى منه: لم
يرسب الطّلاّبُ إلا طالباً،
طالباً:
مستثنى بإلاّ منصوبٌ وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ،
أو:لم يرسـب
الطّلاّبُ إلاّ طالبٌ،
طالبٌ: بدل مرفوع وعلامة رفعِه الضّمّةُ
الظّاهرة
*ما فعلوه
إلا قليلٌ منهم* (النساء 4/66)
قليلٌ
= قليلاً: هنا مستثنى ب إلاّ. والقاعدة أنّ المستثنى ب إلاّ منصوب قولاً واحداً، إلاّ
إذا سبقه نفي أو شبهه، فيجوز مع النصب إتباعه على البدل..
*ولا يلتفِتْ
منكم أحدٌ إلاّ امرأتك* (هود 11/81)
. سُبِقَ بنهي [لا يلتفتْ]، فجاز إذاً
مع النصب، الرفعُ على البدل من [أحدٌ]. ومن هنا كان للآية قراءتان: قراءة أبي عمرو
وابنِ كثير [إلاّ امرأتُك] بالرفع على أنها بدل، وقراءة الباقين بالنصب [امرأتَك] على
الاستثناء.
*ومَن يقنطُ
من رحمة ربِّه إلاّ الضالّون*(الحِجر 15/56)
3-الاستثناءُ النّاقصُ
المنفيُّ:هو الّذي يكونُ المستثنى منه
محذوفاً، والكلامُ منفيّاً، فيُعربُ الاسمُ بعدَ إلاّ بحسبِ موقعِه في الكلامِ: ما نجحَ إلا خالدٌ، خالدٌ: فاعلٌ مرفوعٌ وعلامةُ
رفعِه الضّمّةُ الظّاهرةُ.
وجوب نصب المستثنى :
1- إذا كان الاستثناء تاما مثبتا: نجحَ الطّلاّبُ إلاّ طالباً
2- إذا كان الاستثناء تاما مثبتا أو منفيا،
وتقدم المستثنى على المستثنى منه .ومالي إلا مذهبَ الحق مذهب
3- في الاستثناء المنقطع سواء أكانت
جملة الاستثناء تامة مثبتة أم كانت منفية . رجع
الصيادون إلا شباكَهم
جواز النصب واتباع المستثنى للمستثنى منه "إبداله
منه"
ما صدقت الخطباءَ إلا خطيباً ،
خطيبا
خطيبا : مستثنى منصوب أو بدل من مفعول به منصوب (الخطباء)
المستثنى منصوب وجاز معه إعراب آخر هو البدل من الاسم السابق له (المستثنى منه).
والسبب في ذلك هو كون الاستثناء تاما – لوجود المستثنى
منه في الجمل ولكونه غير مثبت – منفيا –.
لذا يجوز نصب المستثنى أو إبداله من المستثنى منه عندما تكون جملة الاستثناء تامة
ومنفية. وكذلك في النهي والاستفهام الإنكاري – الذي لا يحتمل إجابة – معاملة النفي .
في النهي :
لا يجلس أحدٌ إلا الناجحَ
أو الناجحُ
لا : حرف نهي مبني على السكون
أحد : فاعل مرفوع
إلا : أداة استثناء مبنية على السكون
الناجحَ : مستثنى منصوب
الناجحُ : بدل من أحد مرفوع – لأن الجملة واقعة في أسلوب النهي
وفي الاستفهام الإنكاري:
من يهمل الدرس إلا الكسولَ ,الكسولُ
الكسولَ : مستثنى منصوب
الكسولُ : بدل مرفوع من الفاعل المستتر في الفعل (يهمل )
وقد يكون النفي بغير أدوات النفي،
وإنما يفهم ذلك من المعنى.
فني الجسمُ إلا العظمَ , العظمُ ، لأن معنى فني لم يبق
"ويأبى
الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون"، لأن معنى يأبى
"لا يرضى" ، إلا أن يتم = إلا اتمامَ
جواز نصب المستثنى وجره مع
الأدوات عدا، خلا، حاشا والتي يعتبرها النحويون حروف جر.
قطفت الأزهار عدا الوردَ ، الوردِ
زينت الغرفَ خلا غرفةً ، غرفةٍ
زرت مدارس الحي حاشا مدرسةً ، مدرسةٍ
المستثنى بغيرِ وسوى
يُستثنى بغيرِ وسوى فتُعربان إعرابَ
الاسمِ الواقعِ بعدَ إلاّ.
1-إذا كانَ الاستثناءُ تامّاً مثبتاً
تعربان اسمين منصوبين على الاستثناءِ: حضرَ الطّلاّبُ
غيرَ طالبٍ
غيرَ: اسمٌ منصوبٌ على الاستثناءِ
وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
2-إذا كانَ الاستثناءُ تامّاً منفياً
تُعربان إمّا اسمين منصوبين على الاستثناءِ أو بدلين من المُستثنى منه، لم يحضر الطّلاّبُ غيرَ (غيرُ) طالبٍ -
غيرَ: اسمٌ منصوبٌ على الاستثناءِ
وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
غيرُ: بدلٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِه
الضّمّةُ الظّاهرةُ.
3-إذا كانَ الاستثناءُ ناقصاً منفيّاً
تُعربان بحسبِ موقعِهِما في الكلامِ: لم يحضر غيرُ
طالبٍ
غيرُ: فاعلٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِه
الضّمّةُ الظّاهرةُ.
المستثنى ب عدا وخلا وحاشا
يُستثنى بهذه الأدواتِ،ولها حالتان:
1-أنْ تُسبقَ بما المصدريّة فتعربان
أفعالاً ماضيةً، مثالٌ: ألا كلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ
باطلُ،
ما: مصدريّةٌ،خلا:
فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ المُقدّرِ، اللهَ: لفظُ الجلالةِ مفعولٌ به منصوبٌ
وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
2-غيرُ مسبوقةٍ بما المصدريّة فيجوزُ أنْ تكونَ أفعالاً ماضيةً وما بعدَها مفعولٌ به ويجوزُ
أنْ تكونَ حروفَ جرٍّ: نجحَ الطّلاّبُ عدا المهملين
عدا: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ الظّاهرِ
المهملين: مفعولٌ به منصوبٌ
نجحَ الطّلاّبُ عدا طالبٍ
عدا: حرفُ جرٍّ، طالبٍ: اسمٌ مجرورٌ وعلامةُ جرِّه الكسرةُ
الظّاهرةُ على آخرِه.
ليس ولا يكون
ولا تعتبران في الاستثناء فعلين ، إنما تعتبر كل واحدة أداة ترادف معنى إلا: سافر القوم ليس الأميرَ. سافر القوم
لا يكونُ الأميرَ
سافر
القوم : فعل
وفاعل
ليس(
لا يكون): أداة استثناء مبنية على الفتح بمعنى إلا
الأمير
: مستثنى منصوب علامته الفتحة
شبه الاستثناء لاسيما وبيدَ
لا سيما كلمة مركبة من لا النافية للجنس ومن (سيَّ) التي تعني (مثلَ) ومثناها سيان
. وتستعمل لاسيما لترجيح ما بعدها على ما قبلها: أحب
الأزهار ولاسيما النرجسِ وحكم إعراب الاسم الواقع بعدها – إن كان نكرة – جاز رفعه ونصبه وجره . مثل :
كل
كريم محبوب ولا سيما كريمٌ مثلُك
كل : مبتدأ مرفوع علامته الفتحة وهو مضاف
كريم : مضاف إليه مجرور علامته تنوين الكسر
محبوب : خبر مرفوع
لا : نافية للجنس حرف مبني على السكون
سيَّ : اسم لا النافية للجنس منصوب بالفتحة
ما: زائدة
كريم: خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو .
مثل : نعت مرفوع ، وهو مضاف ك : في محل جر بالإضافة
ولا سيما كريمٍ مثلكِ
كريم : مضاف اليه مجرور
مثل : نعت لمجرور
ولاسيما كريماً مثلك
كريما : تمييز منصوب
مثل : نعت لمنصوب
أما (بيدَ) فهي دائما منصوبة على الاستثناء، ولا تقع إلا في استثناء منقطع ،
وتكون مضافه إلى المصدر المؤول بأن المشبه بالفعل: إنه
لكثير المال
بيدَ أنه بخيل = بيدَ بُخْلِهِ
|