وسائل الدعوة إلى الله كثيرة، ولكنها تحتاج إلى تفعيل


وسائل الدعوة إلى الله كثيرة، ولكنها تحتاج إلى تفعيل

 







بقلم الداعية  /أ.صادق قنديل .



إن الدعوة الإسلامية من الأهمية بمكان في وقتنا الحاضر؛ لأنه كما جاء في القرآن الكريم عند قوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}  [سورة النحل: 125] ، وكما قال النبي صلى الله عليه و سلم : (بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) صحيح البخاري، ولمنزلة الدعوة,وشرفها أحببت أن ألفت عناية الدعاة إلى وسائل الدعوة, وكيفية استثمارها؛ فمن المعلوم أن هناك وسائل كثيرة, ومتنوعة  كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، حيث اعتمد أساليب ووسائل متعددة في عملية الدعوة إلى الله ؛فاعتمد أسلوب التربية بالقدوة الحسنة, والخطبة, والمحاضرة أو استغلال حادثة أو موقف من المناسب أن يتكلم فيه، ثم يسخر هذه الحادثة أو الموقف؛لخدمة الدعوة وإيصال المعلومة لمن يستمع إليه، وهو بذلك يدرب الصحابة على ذلك ,ومع تطور الحياة برزت وسائل حديثة مثل (الانترنت,والفضائيات, والإذاعات, والمجلات, والصحف اليومية ,ومن هذه الوسائل التي تأخذ حيزاً من حياة الناس وخصوصاً الشباب المثقف ألا,وهي وسيلة الانترنت ؛لأن  الكثير من الشباب يعتمد على هذه الوسيلة ,ويعتمد على أسلوب البحث عن المعلومة من خلال الانترنت ؛فأي إنسان يريد أن يعد بحثاً أو يبحث عن معلومة يلجأ إلى الانترنت, والانترنت وسيلة دعوية إن أحسنا استغلال هذه الوسيلة الهامة من ناحية  أن نكثر من المواقع الإسلامية، وأن نجعل المعلومة الإسلامية بثراء في مواقع الانترنت، فربما نصل إلى قلوب الناس في شرق الأرض,وغربها,وأن نعرّف الناس بحقيقة الدين الإسلامي .


ولنا أن نجمع (إيميلات) الكثير من الدعاة,والعلماء إذا أراد عالم أو داعية أن يخاطب العلماء في أنحاء الدنيا لعرض القضية الفلسطينية مثلا أو لعرض المواقف التي تتعلق بالقضية الفلسطينية من قضايا الجهاد ,والمقاومة ,والاستشهاد؛ لإيضاح هذه المعلومة وبيانها التي ربما أن تكون مغمورة عند الداعية أو الواعظ ، فمن خلال الوصول إلى “الإيميل”  أستطيع أن أقدم مادة دعوية صحيحة لجميع الناس، وأن أعرف بدعوة الإسلام ,وسماحة هذا الدين ,ودحض الشبهات التي أوردها أهل الفسق على الإسلام، وبنفس الأمر أستطيع أن أصل عبر المحادثة أو “الماسنجر” إلى جميع الشباب فبإمكاني أن أستخدم هذه الوسيلة في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى؛ بل وممكن أن أقوم بإرسال رسائل متعددة لأصحاب المسئولية والمراكز في المجتمعات من خلال الكلمة الحضارية الكريمة صاحبة الذوق الإسلامي الرفيع كما نعلم من خلال سمت النبي صلى الله عليه وسلم، وأدبه في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى،ومنوهاً أننا كمسلمين يجب علينا أن نستغل كل الوسائل المطروحة في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وأن نغزو الانترنت بالمعلومات، وأن نصحح هذه المعلومات, وأن نكون دائما على مراقبة، وأن نحذر الشباب من المواقع التي ربما تهدم الفكر الإسلامي أو التي ربما تظهر بثوب إسلامي, ولكنها تهدم في الحقيقة الشباب  المسلم وتصرفه عن دعوته,وقضيته الأهم .


وبإمكاني أن أقول إن الناس في حالة عزوف عن قراءة الكتب, والمجلات، فمن الممكن أن أستبدل المادة الدعوية التي أريد أن أوصلها إلى الناس من خلال (الشريط الإسلامي)؛لأنه بإمكان الإنسان في سيارته ,والمرأة في بيتها ,والإنسان في مصنعه ووظيفته أن يستمع إلى المادة الدعوية,وتصل المعلومة بسهولة ويسر، وكذلك اسطوانة (cd) وتقديم المعلومة بالصوت والصورة ,وهذا الأسلوب الدعوي يصل الجميع وخصوصاإلى الفئة الغالبة في مجتمعاتنا الإسلامية ، والتي هي الأهم من وجهة نظري ألا وهي فئة الشباب ,وكذلك استخدام أسلوب الرسائل الفورية على الجوال في تذكير إنسان بعبادة أو صيام أو مشاركة في فعالية خيرية من خلال تبادل هذه الرسائل على شكل مجموعات أو تعمم كما يستخدمها بعض الشباب المسلم في التنبيه لقيام الليل وصلاة الفجر.


والأهم في هذه الوسائل أن تشتمل على المقصد الحسن؛ بل ربما هذه الوسائل تفقد ثمارها إن فقدت العنصر الأهم ألا,وهو عنصر القدوة الحسنة من جهة الداعية, والإخلاص من جهة القصد والعمل؛ لأنه بلا قدوة حسنة, وبلا إخلاص لا يقبل الناس عليها ,ولن تؤتي ثمارها كما قال العلماء.


وهذا يحتاج إلى تطبيق على أرض الواقع، وعلى الأرض لا بد أن يكون الداعية صاحب قدوة كما قل الله سبحانه وتعالى : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [ سورة الأحزاب: 21] ,وفي الختام لابد من الإشارة إلى الصحيفة, وأنها من وسائل الدعوة المهمة؛ لأنها بمتناول الجميع وتصل لكل بيت مسلم، ولا بد أن نجعل من هذه الوسيلة الشيء الجذاب,والذي يدفع الناس إلى قراءة المعلومة الدعوية، وأن ننوع في عرض المعلومة الدعوية عبر صفحاتها الدينية ،و كما نوع النبي صلى الله عليه وسلم,والصحابة الكرام, والعلماء الأجلاء من عرض المعلومة الصحيحة عبر الوسائل المتوفرة وفق معطيات العصر والظروف الطارئة، وأن نسخر هذه الوسائل في معالجة قضايا الأمة للدفع في عجلة المشروع الإسلامي؛لمواجهة المؤامرة التي يشنها أعداء الله على الإسلام ,والمسلمين.


____________________________



: 14-03-2011
طباعة