بنر التطوير

بنر الاعلان عن الاشراف

مركز السمنودي العالمي لتحفيظ القرآن الكريم والاجازة

المحاضرة الاولي بعد المائة يوم الخميس 9 شوال 1445 الموافق18 ابريل 2024 ما زال الحديث موصولا عن توحيد الاسماء والصفات => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة الثانية بعد المائة يوم الجمعة 10 شوال 1445 الموافق 19 ابريل 2024 الكلام عن قوله تعالي ولا تنس نصيبك من الدنيا => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة الثالثة بعد المائة يوم الجمعة 10 شوال 1445 الموافق 19 ابريل 2024 الكلام عن قضية التوحيد بصفة عامة وتوحيد الاسماء والصفات بصفة خاصة وعن صفة العلو والقرب لله عز وجل بصفة اخص => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? خطبة الجمعة 10 شوال 1445 الموافق 19 ابريل 2024 من روز سيتي ويندسور بكندا بعنوان موعظة مودع => خطب جمعة واعياد ? المحاضرة الرابعة بعد المائة يوم الجمعة 10 شوال 1445 الموافق 19 ابريل 2024 الكلام عن النصف الثاني من كلمة التوحيد واشهد ان محمد رسول الله وحياة النبي صلي الله عليه وسلم قبل البعثة => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة الخامسة بعد المائة يوم السبت 11 شوال 1445 الموافق 20 ابريل 2024 مواصلة الحديث عن بعثة النبي صلي الله عليه وسلم => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة السادسة بعد المائة يوم الاحد 12 شوال 1445 الموافق 21 ابريل 2024 مواصلة الحديث عن بعثة ورسالة النبي صلي الله عليه وسلم => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة السابعة بعد المائة يوم الاحد 12 شوال 1445 الموافق 21 ابريل 2024 مواصلة الحديث عن بعثة ورسالة النبي صلي الله عليه وسلم => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة الثامنة بعد المائة يوم الاحد 12 شوال 1445 الموافق 21 ابريل 2024 البشارات في الكتب السابقة الدالة علي بعثة الرسول صلي الله عليه وسلم => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة التاسعة بعد المائة والاخيرة يوم الاثنين 13 شوال 1445 الموافق 22 ابريل 2024 مع مواصلة الحديث عن البشارات الدالة علي بعثة الرسول صلي الله عليه وسلم في ختام دورة العقيدة التي اقيمت بمركز ر => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ?

صفحة جديدة 2

القائمـــــة الرئيسيـــــــــة

الا حبيب الله يا عباد الصليب
صفحة جديدة 2

اشتراك ومتابعة الدورات

صفحة جديدة 2

قاعات البث المباشر

صفحة جديدة 2

جديد لوحة الشرف للطلاب

صفحة جديدة 2 صفحة جديدة 2

خدمــــــات

صفحة جديدة 2

عدد الزوار

انت الزائر :754244
[يتصفح الموقع حالياً [
الاعضاء :0 الزوار :
تفاصيل المتواجدون
صفحة جديدة 2

احصائيات الزوار

الاحصائيات
لهذا اليوم : 15705
بالامس : 43992
لهذا الأسبوع : 125536
لهذا الشهر : 625652
لهذه السنة : 3317278
منذ البدء : 89865608
تاريخ بدء الإحصائيات : 6-5-2011

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

 

Check Google Page Rank

 

كيف تغتنم هذه الأيام !

المادة

كيف تغتنم هذه الأيام !
5237 زائر
17-09-2013
أناهيد بنت عيد السميري •

كيف تغتنم هذه الأيام !

الحمْدُ لله الوليّ الحميد، المبدئ المعيد، الفعّال لما يُريد، الذي تفرّد بكل كمال وجلال وجمال، فهو الغنيّ المجيد، وتوحّد بالألوهية والربوبية، فلا ضدّ له في ذلك ولا نديد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذو الجلال في عظمته وكبريائه، وأوصاف التمجيد، وذو الإكرام الذي ملأت مهابته ومحبّته قلوب صفوة العبيد، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله الذي هدى أمّته إلى كل فعل جميل وقول سديد، اللهمّ صلِّ وسلِّم على محمّد وعلى آله وأصحابه وأتباعهم في الهدى الرشيد.

الحمد لله الذي سهّل لنا السُّبُل وذلّل لنا الطُّرق حتى وصلنا إلى هذه المشاعر العظيمة في هذه الأيام الفضيلة؛ فعن ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ، الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ، مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي الْعَشْرَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ»[1]، لأن العمل الصالح يشرف بشرف زمانه ومكانه، ونحن على خير البقاع في خير زمان.

وأفضل العمل في هذه الأيام هو ذكر الله تعالى.

o فعن أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ ((أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟)) قَالُوا بَلَى، قَالَ ((ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ))[2].

o وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَلَا أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ»[3].

o قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ: أَيْ الْعَشْرِ، وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ: أَيْ التَّشْرِيقِ.[4]

o قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا[5].

o قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الْأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا.[6]

فيُفهم من هذا أن أعظم مقاصد الحج هو ذكر الله تعالى، عَنْ ‏ ‏عَائِشَةَ ‏ ‏قَالَتْ: ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((‏إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ ‏ ‏بِالْبَيْتِ ‏ ‏وَبَيْنَ ‏ ‏الصَّفَا ‏وَالْمَرْوَةِ ‏ ‏وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ))[7].

قال ابن القيم -رحمه الله-: "الذّكر منشور الولاية الّذي من أعطيه اتّصل، ومن منعه عزل، وهو قوت قلوب القوم الّذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبورا، وعمارة ديارهم الّتي إذا تعطّلت عنه صارت بورا، وهو سلاحهم الّذي يقاتلون به قطّاع الطّريق، وماؤهم الّذي يطفئون به التهاب الحريق، ودواء أسقامهم الّذي متى فارقهم انتكست منهم القلوب، والسّبب الواصل؛ والعلاقة الّتي كانت بينهم وبين علّام الغيوب". اهـ

والذّكر:

× تارة يقال ويراد به هيئة للنّفس بها يمكن للإنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة.

× وتارة يقال لحضور الشّيء القلب أو القول.

ولذلك قيل: الذّكر ذكران: ذكر بالقلب، وذكر باللّسان.

قال ابن حجر - رحمه الله تعالى-: "والمراد بالذّكر: الإتيان بالألفاظ الّتي ورد التّرغيب في قولها، والإكثار منها، مثل الباقيات الصّالحات، وهي: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر»".

قال ابن القيم -رحمه الله-: "أفضل الذّكر وأنفعه ما واطأ فيه القلب اللّسان وكان من الأذكار النّبويّة وشهد الذّاكر معانيه ومقاصده".


كيف نكون حقًا مقيمين لذكر الله تعالى؟

هناك خمس صفات عليك أن تجاهد نفسك عليها لتكون حقًّا مقيمًا لذكر الله تعالى:

الأمر الأول والمهم : خلوُّ قلبك من غير الله، فما أن يخطر ببالك العناية بغير الله ورضاه إلا تدفعه دفعًا، وكلما زدت دفعًا زاد قلبك صفاءً.

(خلوّ القلب من ذكر غير الله ) تمنعه منعًا تستعمل (لا) النافية التي تستخدمها أنت في (لا إله إلا الله ) تستخدمها الآن حارس على قلبك تقول لقلبك :

• لا تشتغل بغير الله

• لا ترجو غير الله

• لا تذكر غير الله

• لا تعتني بغير الله

• لا تفكّر في غير الله

إن خواطر العبد حقيقةً داء، فذكر الله دواء وذكر الخلق داء.

عالج قلبك من التعلّق بالدنيا بعرض وتكرار حقيقتها {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ} تمتع يزول، {وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ}[8].

{وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا} أي الاشتغال بها {إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ}، وأما الطاعات وما يعين عليها فمن أمور الآخرة {وَلَلدَّارُ ٱلاْخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ}[9] فاستعمل عقلك.

وحقيقة هذه الحياة الدنيا فهي الغرور، وهي إلى الزوال، فلا تشتغل بها ولا تدخلها إلى قلبك، قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}[10]: "أَيْ: الْإِقْبَالُ عَلَيْهِ وَالتَّفَرُّغُ لِعِبَادَتِهِ، خَيْرٌ لَكُمْ مِنَ اشْتِغَالِكُمْ بِهِمْ وَالْجَمْعِ لَهُمْ، وَالشَّفَقَةِ الْمُفْرِطَةِ عَلَيْهِمْ[11].

إن مدافعة الدنيا هي حقيقة التقوى، ولتعلم أن الله يمتحن قلبك للتقوى.

تأمّل هذه الآية تصف لك كيف يختبر صدق العبد في حفظ قلبه عن الدنيا {يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ} ليختبرنَكَّم {ٱللَّهُ بِشَيْءٍ} يرسله لكم {مّنَ ٱلصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَٰحُكُمْ} وكان ذلك بالحديبية وهم محرمون فكانت الوحش والطير تغشاهم في رحالهم[12] {لِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِٱلْغَيْبِ}[13].

معنى ذلك أنك تُختبر في صدق إعراضك عن الدنيا.

وبالتالي كان الأمر الثاني: عليك بالقرب من الله {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}[14]:

تعبد لله وأن تستشعر قربه سبحانه بنوعي القرب؛ قال تعالى:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[15] فهذا جواب سؤال، سأل النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فقالوا: يا رسول الله، أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فنزل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} لأنه تعالى، الرقيب الشهيد، المطلع على السر وأخفى، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فهو قريب أيضا من داعيه، بالإجابة، ولهذا قال: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.

والدعاء نوعان:

دعاء عبادة، ودعاء مسألة.

والقرب نوعان:

1. قُرْب بعلمه من كل خلقه.

2. وقُرْب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق.

o فمن دعا ربه بقلب حاضر.

o ودعاء مشروع.

o ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء، كأكل الحرام ونحوه.

فإن الله قد وعده بالإجابة، وخصوصا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء، وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية، والإيمان به، الموجب للاستجابة، فلهذا قال: {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} أي: يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة، ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة. ولأن الإيمان بالله والاستجابة لأمره، سبب لحصول العلم كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}[16]" .

والذكر له من دعائه سبحانه وعبادته ، فوجب حضور قلب الذاكر .

وأنت تقول : ( الله أكبر ) اعلم أن الله أكبر من كل شيء؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعدي بن حاتم: ((ما يُفِرُّك أن تقول: لا إله إلا الله، فهل تعلم من إلهٍ سوى الله؟)) قال: قلت: لا، قال: ثم تكلم ساعة، ثم قال: ((إنما تَفِرُّ أن تقول: الله أكبر وتعلم شيئًا أكبر من الله؟ قال: قلت: لا))[17].

فهو سبحانه أكبر من كل شيء، فلا شيء أكبر منه، ولا أعظم منه؛ ولهذا يقال: إن أبلغ لفظة للعرب في معنى التعظيم والإجلال هي: الله أكبر؛ أي صِفْه بأنه أكبر من كل شيء، واعتقد أنه أكبر من كل شيء.

لكن كيف يصل إلى هذا من كان لسانه ذاكر وقلبه لاهٍ وعقله مشغول؟!!

ينبغي لمن فطن ذلك أن يذل لربه وينكسر بين يديه، ويصرف أنواع العبادة وهو معتقد أنه المستحق لها دون سواه؛ قال تعالى:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}[18]، وقال تعالى:{مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا}[19] قد تقول: ما السبيل؟! ما الطريق؟!

فنقول: العلم العلم ؛ انكبّ على كتاب الله؛ تدبّر وتذكّر، وتأمّل في الكون؛ تفكّر وتذكّر..

وبالتالي كان النقطة الثالثة: العلم:

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "مَنهومان لَا يَشْبَعَانِ، صَاحِبُ العلم وصاحب الدنيا، ولا يستويان، فَأَمَّا صَاحِبُ الْعِلْمِ فَيَزْدَادُ رِضَا الرَّحْمَنِ، وَأَمَّا صَاحِبُ الدُّنْيَا فَيَتَمَادَى فِي الطُّغْيَانِ".

قال ابن القيّم- رحمه الله-: "وذكر الله يتضمّن ذكر أسمائه وصفاته وذكر أمره ونهيه وذكره بكلامه، وذلك يستلزم معرفته والإيمان به وبصفات كماله ونعوت جلاله والثّناء عليه بأنواع المدح. وذلك لا يتمّ إلّا بتوحيده.اهـ

فيجب عليك أن تتعرف على مَن تَذْكُر؛ فهذا شعيب-عليه السلام-يعظ قومه قائلا:{وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ}[20] أي تعرفوا على صفة من تستغفرون واملؤوا قلوبكم بمعرفته.

فأنت تقول: الله أكبر؛ فتعرف على من تكبر! إنه الله!!

أتعرف ما ( الله ) ؟

قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: "الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين". اهـ

جمع ابن عباس رضي الله عنه في هذا التفسير معنيين:

جمع رضي الله عنه في هذا التفسير معنيين:

الأول: الوصف المتعلق بالله من هذا الاسم الكريم، وهو الألوهية التي هي وصفه الدال عليها لفظ الله، فالألوهية هي الوصف العظيم الذي استحق أن يكون به إلهًا، بل استحق أن لا يشاركه في هذا الوصف العظيم مشارك بوجه من الوجوه، وأوصاف الألوهية هي جميع أوصاف الكمال وأوصاف الجلال والعظمة والجمال، وأوصاف الرحمة والبر والكرم والامتنان.

فإن هذه الصفات هي التي يستحق أن يؤله ويعبد لأجلها:

• فيؤله لأن له أوصاف العظمة والكبرياء.

• ويؤله لأنه متفرد بالقيومية والربوبية والملك والسلطان.

• ويؤله لأنه المتفرد بالرحمة وإيصال النعم الظاهرة والباطنة إلى جميع خلقه.

• ويؤله لأنه المحيط بكل شيء علما وحكما وحكمة وإحسانا ورحمة وقدرة وعزة وقهرا.

• ويؤله لأنه المتفرد بالغنى المطلق التام من جميع الوجوه، كما أن ما سواه مفتقر إليه على الدوام من جميع الوجوه:

- مفتقر إليه في إيجاده وتدبيره.

- مفتقر إليه في إمداده ورزقه.

- مفتقر إليه في حاجاته كلها.

- مفتقر إليه في أعظم الحاجات وأشد الضرورات، وهي افتقاره إلى عبادته وحده والتأله له وحده، فالألوهية تتضمن جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا.

الثاني: الوصف المتعلق بالعبد من هذا الاسم، وهو العبودية، فالعباد يؤلهونه، الكل خاضعون لعظمته، منقادون لإرادته ومشيئته، عانون لعزته وقيوميته، وعباد الرحمن يألهونه ويعبدونه، ويبذلون له مقدورهم من التألّه القلبي والروحي والقولي والفعلي بحسب مقاماتهم ومراتبهم.

وهذان المعنيان تكرر ذكرهما في كتاب الله لا يخفى على اللبيب مظانهما؛ ومن ذلك ما ورد في أول سورة النحل؛ فالله تعالى تعرف إلى عباده بألوهيته فقال عزّ من قائل في سورة النحل: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}: العظيم، {فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ}: استهانة بوعده، {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}: المنزّه سبحانه وتعالى عن الشرك فهو جدير بأن يفرد في ألوهيته:

- الخالق: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ}

- المتفرد بالرحمة وإيصال النعم الظاهرة والباطنة إلى جميع خلقه: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}

- المتفرد بالقيومية والربوبية: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.

- المحيط بكل شيء علمًا وحكمًا وحكمة: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (19) وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}[21].

إذن النتيجة!! {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}.

النقطة الرابعة : التوبة التوبة؛ فهي وظيفة العمر الذي لا تنفك عنه فأنت:

• تدخل على المواسم بالتوبة.

• وتتوب أثناء المواسم.

• وتتوب بعد المواسم.

فالتوبة عمل عظيم يجب عليك أن لا يخلو قلبك منه ، كرّر التوبة فقد ورد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يستغفر ويقول أستغفر الله وأتوب إليه في المجلس أكثر من سبعين مرة.

قال ابن القيّم - رحمه الله تعالى-: "التّوبة هي حقيقة دين الإسلام، والدّين كلّه داخل في مسمّى التّوبة وبهذا استحقّ التائب أن يكون حبيب الله؛ فإنّ الله يحبّ التّوّابين ويحبّ المتطهّرين؛ وإنّما يحبّ الله من فعل ما أمر به، وترك ما نهي عنه.

فإذا التّوبة هي الرّجوع عمّا يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى ما يحبّه ظاهرا وباطنا. ويدخل في مسمّاها الإسلام، والإيمان، والإحسان. وتتناول جميع المقامات؛ ولهذا كانت غاية كلّ مؤمن، وبداية الأمر وخاتمته وهي الغاية الّتي وجد لأجلها الخلق؛ والأمر والتّوحيد جزء منها، بل هو جزؤها الأعظم الّذي عليه بناؤها.

وأكثر النّاس لا يعرفون قدر التّوبة ولا حقيقتها، فضلا عن القيام بها علما وعملا وحالا. ولم يجعل الله تعالى محبّته للتّوّابين إلّا وهم خواصّ الخلق لديه، ولولا أنّ التّوبة اسم جامع لشرائع الإسلام وحقائق الإيمان لم يكن الرّبّ تعالى يفرح بتوبة عبده ذلك الفرح العظيم، فجميع ما يتكلّم فيه النّاس من المقامات والأحوال هو تفاصيلها وآثارها". اهـ

فكونك تعتني بالتوبة دليل على شدّة تعظيمك لربّك وشدّة حيائك منه واستعدادك للقائه.

إذن الأمر الخامس: ذكر لقاء الله تعالى:

قال تعالى: {اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} ختم سبحانه وتعالى الحديث عن الحج وشعائره ومناسكه ووصاياه الأمر بالتقوى، والتذكير بالحشر.

فالله نسأل أن يوفقنا للحج المبرور والسعي المشكور إنه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبته: أ. أناهيد السميري.

يوم الأحد 5/ 12/ 1433هـ



[1] رواه البخاري وأبو داود واالترمذي وابن ماجه وغيرهم.

[2] رواه أحمد في مسنده والترمذي في سننه، وصححه الألباني.

[3] رواه أحمد وصححه الألباني.

[4] تفسير ابن كثير.

[5] تفسير ابن كثير.

[6] تفسير ابن كثير.

[7] رواه أبو داود، وقال الشنقيطي: فيه عبيد الله بن أبي زياد وقد وثقه جماعة، وضعفه آخرون، وحديثه هذا معناه صحيح بلا شك. ويشهد لصحة معناه القرآن.

[8] غافر : 39

[9] الأنعام : 32

[10] الكهف : 46

[11] تفسير ابن كثير.

[12] تفسير ابن كثير.

[13] المائدة : 94

[14] العلق : 19

[15] البقرة : 186

[16] الأنفال : 29

[17] رواه الترمذي وحسنه

[18] الزمر : 67

[19] نوح : 13-20

[20] هود : 90

[21] النحل: 1-20

   طباعة 
0 صوت

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة تعليق »

إضافة تعليق
اسمك

/99999999999999999999999999999999999999999999000000
تعليقك
9 + 4 =
أدخل الناتج

إغلاق