السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله طلبة وطالبات علم القراءات -هذا هو اللقاء التاسع من مقدمة فى علم التحريرات :-انتهينا فى اللقاء السابق من ذكر الشروط التى وضعها أهل هذا الفن من قبول القراءة الصحيحة ثم نكمل فنقول "فكان كتاب النشر والطيبة التى حوت هذه القراءات العشر المتواترة بطرقها ورواياتها ولكن لكثرة الطرق الواردة فى الطيبة وفى النشر احتاج اﻷمر إلى تنقيح وإلى تحرير وأصحاب التحريرات كما ذكر الشيخ الضباع رحمه الله تعالى الذين حرروا الطيبة انقسموا الى فريقين الفريق اﻷول أتباع الشيخ المنصورى مثل (الشيخ الميرى -والشبخ اﻷجهورى -والشيخ الطباخ) عليهم جميعا رجمة الله هذه مدرسة وبعضهم كان يتساهل فى التحريرات وبعضهم كان يأخذ بظاهر النشر والطيبة والفريق الثانى :-هم أتباع الشيخ يوسف زاده ومنهم (الشيخ اﻷزميرى -والشيخ المتولى -والشيخ الزيات) عليهم جميعا رحمات الله تعالى وهؤﻻء هم أدق نظرا ﻷنهم كانوا يراعون النشر مع أصوله جزئية جزئية وﻻيأخذون إﻻ بالتدقيق كما ذكر علماؤنا وهم الذين يرجع إليهم وﻻيأخذ عن سواهم كما أشار الشيخ الضباع عليه رحمة الله فالخﻻف بين القراء المحررين أصحاب التحريرات خﻻف يسير نتيجة لوجهات نظر وكل ينقل كما روى وكما قرء على شيوخه وهو اﻷصل عندنا فى القراءات فالقراءة سنة متبعة فبدأت الكتب المعتمدة مثل (الشاطبية -والدرة -والطيبة) محل عناية عند العلماء وعند المحررين فمثﻻ اﻹمام ابن الجزرى وهو إمام هذا الفن قال فى نظمه "الطيبة" لما تحدث عن اﻹدغام الكبير ﻹبى عمرو البصرى "لكن بوجه الهمز والمد امنعن " معنى هذا أنه أمر بمنع القراءة باﻹدغام الكبير على وجه تحقيق الهمز فمثﻻ لمانقرء قوله تعالى" فلما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم " لو أدغمنا مع تحقيق الهمز يكون خطأﻷنه يمتنع إدغام الكبير على تحقيق الهمز وبالتالى إذا أردنا أن ندغم اﻹدغام الكبير ﻹبى عمرو ﻻبد من إبدال الهمز وكذلك يمنع اﻹدغام الكبير على وجه المد ﻹبى عمرو أيضا مثال" قل ﻻأقول لكم " إذا قرأنا بقصر المنفصل يجوز اﻹدغام وعدمه أما إذا وسطنا المنفصل يمتنع وجه اﻹدغام لكن أهل التحريرات وجدوا أنه يوجد من أدغم إدغاما كبيرا على وجه مد المنفصل وهو اﻹمام روح عن يعقوب الحضرمى "وقيل عن يعقوب ما ﻹبن العﻻ"
وجزاكم الله خيرا