(خطب الجمعة : 9-السيرة النبوية : 2-ايات النبي صلى الله عليه وسلم و خصائصه ( بعض الآداب الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ العمل بالعلم لحفظه وبقائه

الحمد لله الذي من على من شاء من عباده بمكارم الأخلاق وهداهم لما فيه فلاحهم وسعادتهم في الدنيا ويوم التلاقي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العظيم الخلاق وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الهادي إلى سبيل الرشاد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم المآب وسلم تسليماً كثيرا ...

أما بعد ...

فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وحافظوا على الآداب العالية والأخلاق الفاضلة التي بعث بها نبيكم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن الله بعثه ليتمم به مكارم الأخلاق فتممها صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأقواله وأعماله تركاً وفعلاً فترك أمته تركاً وفعلاً تركاً لمساوي الأخلاق وفعلاً لمحاسن الأخلاق فترك أمته على طريق بيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك وإن من الآداب التي شرعها الله لكم على لسان نبيكم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم آداب شاملة عامة آداب في الأكل وآداب في التخلي منهما وآداب في اللباس وآداب في النوم وآداب في دخول المنزل وآداب في الخروج منه وآداب في دخول المسجد وآداب في الخروج منه إلى غير ذلك من ما هو شامل كامل وكذلك أيضاً شرع لكم آداب عظيمة في معاملة الناس حتى إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأتيه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه) اللهم اجعلنا من هؤلاء اللهم اجعلنا من هؤلاء اللهم اجعلنا من هؤلاء يا رب العالمين علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته الآداب في الأكل والشرب أن يقولوا عند الأكل والشرب بسم الله وإذا زادوا بسم الله الرحمن الرحيم فحسن كما قال ذلك شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله وأخبر صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن من لم يسمي الله شاركه الشيطان في أكله وشربه وعلمهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يحمدوا الله إذا فرغوا من ذلك وقال إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها وأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمته أن يأكلوا باليمين ويشربوا باليمين ونهاهم عن الأكل بالشمال وعن الشرب بالشمال وأخبر صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله أخبر بذلك أخبر بذلك تحذيراً من هذا العمل والأدلة دالة على أن الأكل والشرب بالشمال حرام لا يحل إلا عند الضرورة مثل أن تكون مشلولة أو مكسورة لا يستطيع رفعها إلى فمه وأما إذا كان يمكنه فإنه يجب عليه أن يأكل باليمين ويشرب باليمين أقول لك أيها المؤمن هل تحب أن يكون أكلك كأكل النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو كأكل الشيطان إن كل مؤمن لا يحب أن يكون أكله كأكل الشيطان ولا شربه كشرب الشيطان والإنسان إذا أكل بالشمال وشرب بالشمال فإنما تابع الشيطان وزل عن طريق الرسل الكرام وأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من يأكل مع غيره أن يأكل من ما يليه ولا يأكل من جانب صاحبه وأمر صلى الله عليه وعلى آله وسلم من فرغ من الأكل أن يلعق الإناء ويلعق أصابعه وقال :(إنكم لا تدرون في إي طعامكم البركة ) أكثر الناس غافلون عن هذا تجد الرجل يقوم من الأكل لا يلعق حافته وينتهي من الأكل ولا يلعق أصابعه وقد أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وعلى آله وسلم أمر أن يلعق الإنسان الإناء وأن يلعق أصابعه ولقد ذكر الأطباء ونحن في غنى عن ذكرهم لأن أتباع السنة هو الأصل عندنا ولكن هذا من ما يزيد الإنسان إيماناً بالشريعة أن لعق الأصابع يكون سبباً لهضم الطعام والبركة فيه وأما آداب التخلي من الأكل والشرب فأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أراد البول أو الغائط أن يستتر من ناس وجوباً في مقدار العورة واستحباباً فيما فوق ذلك قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنطلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكان في سفر حتى توارى عني فقضاء حاجته إي استتر عني من البعد أو استتر بشجرة أو أكمة أو نحو ذلك فقضى حاجته صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال صلى وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :( من أتى الغائط فليستتر) وكان يقول عند دخول الخلاء :(أعوذ بالله من الخبث والخبائث) وعند الخروج منه :(غفرانك) ونهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يستقبل الإنسان القبلة أو يستدبرها وهو يبول أو يتغوط ولكن لا بأس باستدبرها في البنيان كما جاء عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبناء على هذا النهي من كان عنده مرحاض متجهاً إلى القبلة أو متجهاً إلى القبلة فليغيره وليصرف وجهه إلى جانب آخر امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال :(لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا ) هذا يقوله لأهل المدينة شرقوا أو غربوا لأن قبلتهم الجنوب أما نحن فنقول ولكن اشملوا أو جنبوا إي اتجهوا إلى الجنوب أو الشمال وعلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمته كيف يتطهر الإنسان من كيف يتطهر الإنسان من البول أو الغائط عند التبول أو التغوط وذكر لذلك طريقين أحدهما الماء فيغسل الإنسان ما أصابه من النجاسة حتى يطهر والطريق الثاني الاستجمار بالأحجار أو ما يقوم مقامها كالمناديل ولكن بشرط أن يكون ذلك بشيء طاهر منقي وأن لا ينقص عن ثلاث مسحات وأن لا يكون بروث أو عظام أو شئ محترم أما الروث والعظام فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن الاستجمار بهما وذلك لأن الجن لما وفدوا عليه وأمنوا به وأعلنوا إيمانهم أكرمهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بضيافة وقال لهم :(لكم كل عظم ذكر أسم الله عليه تجدونه أوفر ما يكون لحما) وهذا طعام لهم :(ولكم كل بعرة علفاً لدوابكم ) فأكرمهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بهذه الضيافة التي ستبقى إلى يوم القيامة وذلك لأن المؤمنين من الجن هم من إخوانكم أمنوا بالله ورسوله فأنتم وإياهم أخوة في دين الله عز وجل وقد ذكر الله تعالى في سورة الجن أن من الجن صالحين ومنهم دون ذلك وأن من الجن مسلمين ومنهم قاسطين إي كافرين فمنهم الكافر ومنهم المؤمن ومنهم المؤذي ومنهم المسالم فهم أمة كسائر الأمم قال الله تعالى )وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) اللهم إنا نسألك الآداب العالية والعبادات الصالحة وأن تجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ونسألك اللهم أن لا تزيغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وأن تهب لنا منك رحمة إنك أنت الوهاب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...

أما بعد ...